أحيا أكثر من مليون يمني أمس جمعتي "الرحيل" لمناوئي الرئيس علي عبدالله صالح، و"التسامح" للمؤيدين له في صنعاء وأضعافهم في عدة مناطق يمنية، رغم المخاوف من اندلاع مواجهات بين الطرفين. وأبدى صالح في خطاب لمؤيديه استعداده للرحيل من السلطة وتسليمها إلى أياد أمينة، وفق أسس تضمن عدم انزلاق البلاد إلى الفوضى، متهما المعارضة بأنها "خليط من الحوثيين والحراك الجنوبي وتجار المخدرات".

وأغلقت السلطات اليمنية المنافذ والشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين بصنعاء الذي احتشد فيه مؤيدو صالح، والقريب من الرئاسة التي سبق للمعارضة أن هددت بالزحف إليه. كما فرضت إجراء تفتيش أمني مشدد على السيارات المقلة لمؤيدي صالح بالتزامن مع تشديد الطوق الأمني على محيط ساحة التغيير بصنعاء لمنع أية محاولات للمعتصمين بالتحرك خارج نطاق ساحة الجامعة.

وفي سورية، اتسع نطاق الاحتجاجات أمس فيما صرح مصدر سوري بأن مجموعة مسلحة هاجمت أمس مقرا للجيش الشعبي في الصنمين بدرعا فتصدى لها حراس المقر، وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين.

ولم يتأكد بعد حجم الخسائر في الأرواح، غير أن أنباء تحدثت عن مقتل 20 شخصا في درعا وضواحي دمشق، إذ تحدث شهود عن مقتل 17 متظاهرا بإطلاق النار عليهم من قوات الأمن، في درعا، فيما قتل ثلاثة في المعضمية بدمشق.




رغم المخاوف التي سادت الشارع اليمني من اندلاع مواجهات بين طرفي الأزمة السياسية القائمة في البلاد، أحيا أكثر من مليون شخص من المواطنين جمعتي "الرحيل" لمناوئي الرئيس علي عبدالله صالح و"التسامح" للمؤيدين له في العاصمة صنعاء وأضعافهم في مناطق يمنية عدة. وأبدى الرئيس صالح استعداده للرحيل من السلطة، لكن وفق ما وصفها بـ"الأسس السليمة"، داعيا الشباب في ساحات التغيير في عدد من المدن اليمنية إلى الحوار المباشر معه بعيدا عن "تسلط القوى المأجورة الطامحة إلى الوصول إلى السلطة على حساب دماء الشباب المغرر بهم". وأضاف "نحن حريصون على حقن دماء اليمنيين. عندما نقدم تنازلات نقدمها حرصا منا على عدم إراقة الدماء وإزهاق الأرواح". وقال "نحن معكم ثابتون لا تهزنا العواصف وقد مررنا بأحداث أسوأ من هذه الأحداث".

واقترح الرئيس صالح في كلمة له أمام مئات الآلاف من مؤيديه وأنصار حزبه الحاكم الذين اكتظت بهم ساحة ميدان السبعين المتاخمة لمقر دار الرئاسة، والذين قدموا من مختلف مناطق اليمن بتمويل من الحزب الحاكم، على الشباب المعتصمين بساحات التغيير "الانضواء في إطار حزب سياسي جديد يسمى حزب الشباب كوسيلة للتعبير السلمي عن آرائهم". كما وصف صالح في مفارقة لافتة تضمنها خطابه المعتصمين بساحة التغيير بأنهم "خليط من الحوثيين والحراك الجنوبي وتجار المخدرات".

وأضاف صالح "ليس لدي أي اعتراض على الرحيل من السلطة وفق أسس تضمن عدم انزلاق البلاد إلى الفوضى والتفتت وسنسلم السلطة إلى أياد أمينة لا إلى أياد حاقدة ومتآمرة". وهاجم أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد، متهما إياها بمحاولة الاستحواذ على السلطة عبر تأجيج الشارع واستغلال مطالب الشباب واعتصاماتهم لنشر الفوضى.

وأغلقت السلطات اليمنية كافة المنافذ والشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين بصنعاء التي احتشد فيها مؤيدو الرئيس صالح، والقريبة من دار الرئاسة التي سبق للمعارضة أن هددت بالزحف إليه، قبل أن تتراجع بسبب ارتفاع المخاوف من وقوع مواجهات عنيفة تؤدي إلى سقوط قتلى. كما فرضت إجراء تفتيش أمنية مشددة على السيارات الوافدة المقلة لمؤيدي الرئيس صالح بالتزامن مع تشديد الطوق الأمني على محيط ساحة التغيير بصنعاء لمنع أية محاولات للمعتصمين بالتحرك خارج نطاق ساحة الجامعة.

وحمل مؤيدو الرئيس صالح صوره ولافتات منددة بأحزاب اللقاء المشترك المعارض ومطالب المعتصمين بساحات التغيير بإسقاط النظام السياسي الحاكم، كما ردد المحتشدون هتافات وشعارات مسيئة لحزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر الأحزاب الإسلامية في اليمن. واتهموا قياداته بالتآمر على البلاد بهدف الاستحواذ على السلطة عبر ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية. كما ردد المتظاهرون هتافات مناهضة لمعارضيهم من بينها "سلمية سلمية والأسلحة تركيا"، في إشارة إلى ما أعلنت عنه شرطة دبي أول من أمس من اكتشافها لشحنة أسلحة مقصدها اليمن قادمة من تركيا.

وحاولت مجموعة من المشاركين في التظاهرة والمهرجان المؤيدة للرئيس صالح اقتحام منزل وزير الدفاع الأسبق اللواء عبدالملك السياني الكائن في حي السبعين ، إلا أن الأمن منعهم. وكان السياني قد أعلن استقالته من المؤتمر الشعبي العام في ساحة التغيير بصنعاء في وقت سابق. وأدى مئات الآلاف من المحتجين صلاة الجمعة بساحة التغيير وسط أجواء من الحذر تحسبا لحدوث هجمات من القوات الأمنية وأنصار الحكومة.