يشهد اليمن اليوم مظاهرتين، الأولى "جمعة التسامح" التي دعا إليها أنصار الرئيس علي عبدالله صالح، والثانية "جمعة الرحيل" التي دعت إليها المعارضة المتجمعة في ساحات المدن.
وشهدت صنعاء أمس توافد الآلاف من أنصار الحزب الحاكم ، خاصة من رجال القبائل للمشاركة في التظاهرة التي ستبرز مدى قوة الرئيس وكثرة مناصريه، كما أن هذه المسيرات تأتي رداً على ما كانت قد أعلنت عنه المعارضة بتسيير مسيرة نحو قصر دار الرئاسة أسمتها "جمعة الزحف" إلا أن المعتصمين من الشباب المتواجدين في ساحة التغيير أكدوا أنهم ليسوا مع هذا التوجه، وأنهم سيبقون في الساحة وسيحيون "جمعة الرحيل".
إلى ذلك كشفت مصادر مقربة من صالح لـ "الوطن" عن نوايا لديه للتنحي عن سدة السلطة وفق سيناريو يضمن له الخروج المشرف من الحكم، وإتاحة المجال للتغيير السياسي في البلاد، وهو موقف أعلنه أكثر من مرة وترجمه بالمبادرات العديدة التي قدمها مؤخراً، وكان آخرها موافقته على عرض "خارطة الطريق" المقدمة من المعارضة، والتي تعني خروجه من السلطة نهاية العام الجاري.
وعرض الرئيس اليمني العفو عن العسكريين المنشقين. وقال للتلفزيون اليمني "على الذين ارتكبوا الحماقة العودة إلى جادة الصواب في إطار العفو العام، ونعتبرها حماقة وردود أفعال، ونبرر لهم الموقف نتيجة عاطفة لما حدث يوم الجمعة".
على صعيد آخر، قالت مصادر محلية بمحافظة صعدة، أمس: إن الحوثيين تمكنوا من بسط نفوذهم بالكامل على المحافظة وإنهم قاموا باختيار تاجر السلاح السابق فارس مناع محافظا لها بصفة مؤقتة.
استمر الانقسام في صفوف اليمنيين بشأن الطريقة التي يجب أن تنهي الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، بين مطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومطالب ببقائه لحين انتهاء ولايته الرئاسية، ووسط هذا الانقسام تنطلق اليوم مسيرتان متناقضتان الأولى تسمى "جمعة الرحيل" لأنصار المعارضة، والثانية تسمى"جمعة التسامح" لأنصار الحزب الحاكم.
وقد شهدت العاصمة صنعاء توافد الآلاف من أنصار الحزب الحاكم، بخاصة من رجال القبائل للمشاركة في تظاهرة ضخمة حشد لها النظام منذ أيام لإظهار مدى قوة الرئيس صالح وكثرة مناصريه، كما أن هذه المسيرات تأتي رداً على ما كانت قد أعلنت عنه المعارضة بتسيير مسيرة نحو قصر دار الرئاسة أسمتها "جمعة الزحف"، إلا أن المعتصمين من الشباب المتواجدين في ساحة التغيير أكدوا أنهم ليسوا مع هذا التوجه، وأنهم سيبقون في الساحة وسيحيون " جمعة الرحيل ".
إلى ذلك كشفت مصادر مقربة من الرئيس علي عبدالله صالح عن نوايا لديه للتنحي عن سدة السلطة في البلاد وفق سيناريو يضمن له الخروج المشرف من الحكم بعد 33 عاما من تقلده منصب الرئاسة ، وقالت ذات المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات إلى"الوطن" إن "الرئيس علي عبدالله صالح تتوفر لديه قناعة مبكرة بإتاحة المجال للتغيير السياسي في البلاد والتنحي عن السلطة، وهو موقف أعلنه أكثر من مرة وترجمه بالمبادرات العديدة التي قدمها مؤخراً وكان آخرها موافقته على عرض "خارطة الطريق" المقدمة من المعارضة، والتي تعني خروجه من السلطة نهاية العام الجاري.
من جهة ثانية جدد صالح دعوته للشباب المعتصمين بساحات التغيير إلى حوار مفتوح ومباشر لطرح كافة مطالبهم بعيدا عما وصفه بأجواء التصعيد والتكريس السياسي للأزمة من قبل أحزاب المعارضة، وأعرب صالح في كلمة له أمام مجاميع قبلية من مؤيديه عن خشيته من اتجاه بعض القوى المزايدة إلى اختطاف ثورة الشباب، معتبرا أن هذه الثورة " تمثل تصحيحا لمسار الديموقراطية في اليمن وإثراء لتجربة البلاد في التعددية السياسية ".
في الأثناء أعلن زعيم حركة الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي رفض حركته القاطع لقانون الطوارئ الذي أقره مجلس النواب أول من أمس بصورة وصفها بـ "غير الدستورية"، وقال إن النصاب القانوني لم يتوفر للجلسة التي أقر بها المجلس القانون؛ فضلا عن الاستناد لقانون شطري تم تجاوزه.
وأشار الحوثي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي على وسائل الإعلام إلى أن " السلطة تسعى من خلال هذا الغطاء الزائف وغير الدستوري المسمى بقانون الطوارئ إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني"، مؤكدا أن "شرعية هذا النظام قد انتهت بعد قتل أبناء شعبه، ولا قبول لما يصدر منه"، كما شدد الحوثي على مساءلة نظام صالح على الجرائم المرتكبة بحق الشعب، وقال إنه "لا قانون الطوارئ ولا غيره سيعفي صالح من المساءلة الشرعية والقانونية، وحمله كامل المسؤولية عن ارتكاب أي جرائم جديدة بحق المعتصمين المسالمين".
في هذه الأثناء أصيب ثلاثة جنود يمنيين في مواجهات جرت بمحافظة حضرموت، شرق البلاد، بين أفراد من الجيش وقوات الحرس الجمهوري، وذكر شهود عيان لـ " الوطن " أن الجيش نشر دبابات في أماكن مختلفة من مدينة المكلا تخوفاً من وقوع أعمال عنف.
وعلم أن العشرات من قيادات محافظة حضرموت شكلوا مجلسا شعبيا شعاره " حضرموت أولاً"، يتولى تشكيل لجان شعبية في محافظة حضرموت هدفها تأمين متطلبات أبناء المحافظة الأمنية والغذائية وغيرها في حال تطورت الأمور إلى الأسوأ .
وما زالت الدول الغربية تشعر بالقلق إزاء وجود فراغ للسلطة في حالة تنحي صالح بصورة تشجع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز هناك. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس، أمس "كانت تربطنا علاقات عمل جيدة مع الرئيس صالح. وهو حليف مهم في مجال مكافحة الإرهاب"، لكنه أضاف "ولكن من الواضح أن هناك الكثير من مشاعر الاستياء داخل اليمن وأعتقد أننا سنستمر في مراقبة الوضع، ولكننا لم نقم بالتخطيط بأي شكل لما بعد صالح".
وأعلنت بريطانيا سحب القسم الأكبر من طاقمها الدبلوماسي في صنعاء. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن "قسما من طاقم السفارة البريطانية في صنعاء" سحب موقتا بسبب "سرعة تدهور الوضع الأمني" وأن "مجموعة صغيرة من الأشخاص" ستبقى في المدينة. وألحت بريطانيا على جميع رعاياها الذين ما زالوا في صنعاء على المغادرة محذرة من أنه "سيكون من الصعب جدا" تقديم أية مساعدة قنصلية لهم في حال حصول اضطرابات.
وأعلنت شرطة دبي أمس أنها أحبطت محاولة لتهريب شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى اليمن. وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، في مؤتمر صحفي، إن الشحنة تقدر بـ16 ألف مسدس كانت قادمة من تركيا إلى صعدة في اليمن.
ومن جانبها أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينة يانج يو عن قلقها أمس حول الوضع في اليمن، إلا أنها أشارت إلى أن حكومة "هذا البلد الصديق" قادرة "على إعادة الاستقرار"، وأضافت "نحن ندعو كل الأطراف إلى حل خلافاتهم بالحوار وغيره من السبل السلمية لتفادي حمام دم".
أنباء عن سقوط محافظة صعدة بأيدي الحوثيين
صنعاء: صادق السلمي
قالت مصادر محلية بمحافظة صعدة، شمال اليمن، أمس إن الحوثيين تمكنوا من بسط نفوذهم بالكامل على محافظة صعدة وإنهم قاموا باختيار تاجر السلاح السابق فارس مناع كمحافظ للمحافظة بصفة مؤقتة ، بعد مغادرة المحافظ المعين من قبل الدولة المحافظة وهو طه هاجر.
وكانت آخر معارك الحوثيين أمس مع الشيخ عثمان مجلي الذي فر من المحافظة بعد أن سيطر الحوثيون على مدينة صعدة بشكل كامل.
ولم تعلق السلطات على هذه الأنباء ، إلا أن الأوضاع تتسارع في البلد وتشير إلى سقوط بعض المناطق في أيدي القبائل والمليشيات المسلحة، بخاصة في الجوف ومأرب وشبوة وأبين.