منذ انفصال جنوب السودان عن شماله في التاسع من يوليو الماضي، اعتبر الكثيرون من المراقبين أن مرحلة خطيرة بدأت ترتسم على الساحة العربية. فانفصال الجنوب، وإن كان تم بصورة ديموقراطية، فإنما كان مطلبا غربيا بامتياز، إذا ما عرفنا الأبعاد السياسية والاقتصادية لهذا الانفصال.
فالجنوب السوداني منطقة النفط، والبوابة الجنوبية على كل من أوغندا وكينيا وأفريقيا الوسطى، له اهتمام خاص بالنسبة لإسرائيل التي كانت تنتظر انفصاله بفارغ الصبر.
من المقرر أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وصل إلى جوبا أمس، وأجرى لقاءات مع قادة الحكومة الجنوبية وما يسمى الجيش الشعبي، وهي زيارة إن تمت، فلن تكون يتيمة، وستفتح الأبواب أمام الطرفين لإرساء تواصل طالما سعت إليه إسرائيل، منذ ما قبل الاصطفاف السوداني في دولة موحدة، عندما كانت تمد الجنوبيين بالسلاح لقتال إخوانهم في الشمال.
الاتصالات الإسرائيلية مع الجنوبيين، ليست وليدة اللحظة، سبقها، ومنذ الإعلان عن الاستفتاء، غزل جنوبي إسرائيلي، كان قوامه سلفاكير شخصيا، عبر تصريحات ترحب بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، قابله بالمقلب الثاني توظيفات اقتصادية وأمنية إسرائيلية، تمهيدا لإقامة دولة الجنوب.
لن تكون زيارة نتنياهو إلى جوبا الأخيرة، فالتمدد الصهيوني في القارة الأفريقية يستلزم أكثر من زيارة، والتنسيق على أعلى المستويات وخاصة الاستخباراتية منها.