ملايين الريالات تحقق الجهات الرقابية في اختلاسها في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة. قبيلة الجن هذه المرة ذهلت من عدد الأشخاص المتورطين، ومن قيمة المبلغ.

رائحة الفساد هذه المرة نتنة جداً، لا أحد يصدق، وعلى ذمة التقارير الصحفية المتناقلة، أن أكثر من 32 شخصاً سيطالهم التحقيق.

هيئة الرقابة والتحقيق تقوم بدور فاعل، وما بين الفينة والأخرى نقرأ تقارير صحفية عن تحقيقات وضبطيات على يد الهيئة في قضايا اختلاس وفساد، لكن أتمنى من الهيئة ومعها هيئة مكافحة الفساد التأكد من ميزانيات الوزارات جميعها في بداية السنة المالية ثم في نهايتها، وتقارن العقود والمشاريع والوعود بالواقع، فإن كانت حبراً على ورق، فإن ملايين الريالات ستعتبر مئات الريالات أو أقل في حجم الجرم. لو كان الاختلاس من بنك أو من مؤسسة نقدية أو شركة خاصة؛ لكان الأمر هيناً، لكن حين يكون في جهة حكومية فهذا يفتح باب التساؤلات حول استحقاق الوزارات للميزانيات المعلنة كل عام، هل بعضها يذهب في لمح البصر بسبب اختلاسات مالية أو مشاريع وهمية؟ يأتي الوزير ويذهب ثم يأتي بعده خلفا له، وتستمر التصريحات عن المشاريع، ويستمر صرف الميزانيات، دون مكاشفة ومراقبة دقيقة للفروع ولوكالات الوزارات، وللبنود المالية المفتوحة التي لا يعرف عنها أحد سوى المختلسين.

في معظم دول العالم، حين يكون هناك خبر عن فساد مالي أو إداري يقوم المسؤول بعمل مؤتمر صحفي يجيب فيه على جميع التساؤلات، وفي بعض الأحيان يقدم استقالته. لدينا، يقوم المسؤول بالنفي.