سأحدثكم اليوم عن رئيس مجلس إدارة قناة الفراعين توفيق عكاشة، هو حالة غريبة جدا، لون عيني جده كلون البرسيم، ولا يضع الروج على شفتيه، وهو أجمل في الواقع منه على الكاميرا، هكذا يصف نفسه ـ وهو يصفع وجهه استغرابا ـ بعد تساؤل من أحد مشاهديه عن سر وسامته.
عكاشة صاحب مبادئ؛ فهو يأخذ على وزيرة سابقة تقبيلها ليد سوزان مبارك، ويرى أن ذلك غير مقبول ـ بروتوكولياً ـ من امرأة لامرأة، في حين يبرر تقبيله ليد صفوت الشريف، لأن "أتخن شنب" كان يتمنى ذلك!
هذا الرجل يروج لنفسه في قناته، لأنه أعلن عن ترشيح نفسه في وقت سابق لخوض الانتخابات الرئاسية، إلا أنه تراجع – كما يقال – مكتفيا بالترشح لمجلس الشعب.
عندما يتحاور مع مذيعته، فإنه يناديها بكل استعلاء "ما هوا مدير القناة طبعا" ويقول لها "بصي في وشي"، ولا يكتفي بذلك، بل يخاطب العاملين في القناة وعلى الهواء "أخصم عليكم ولا أودّيكم للتحقيق"، ثم يتراجع "أعمل فيكم إيه، ما انتوا من عندي من البلد"، وفي لقطة أخرى يدعو لإحدى مراسلاته بابن الحلال.
وفي سؤال ساخر وجهه لمحمد البرادعي، عما إذا كان البرادعي "بيعرف إن كانت الست في الفلاحين بتزغط ذكر البط أو ذكر الوز"، ويتابع "إذا عرف البرادعي إزاي بتزغط الست ذكر البط، نرشحه رئيس للجمهورية، يستاهل".
هذا الأسلوب المختلف والكوميدي، الذي يقدمه لنا عكاشة، ليس حكرا عليه، يبدو أنه خاصية عربية بامتياز، له أشباه في الكوميديا، والغرابة، لكنهم أقل بكثير مما يمارسه عكاشة من استهبال في قناته الخاصة، وتكبر المشكلة حين يكون الاستهبال مرتبطاً بالسياسة، وادعاء المعرفة، وتجهيل الآخرين.
أذكر أن معلما - لا علاقة له بالصحافة - اتصل بي قبل فترة ليسألني عن ماهية المبلغ الذي سيحصل عليه من الصحيفة إن هو قبل بالإشراف على أحد الأقسام!