نفذت طائرات التحالف الدولي في ليبيا 97 طلعة خلال الساعات الـ24 الأخيرة وقصفت دبابات ومضادات أرضية، فيما كلف المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل تشكيل حكومة مؤقتة، وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن اتصالات يقوم بها مقربون من العقيد معمر القذافي بحلفاء لليبيا لإيجاد مخرج للأزمة.
وأعلن المتحدث باسم التحالف القائد بفرلي موك من على متن سفينة "ماونت ويتني" التي تنسق منها العمليات في المتوسط أن أي صاروخ عابر لم يطلق خلال هذه الفترة. وأضاف أن الضربات الجوية "ما زالت تستهدف مراكز القيادة والمضادات الأرضية والدبابات" منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا بعد ظهر السبت وحتى الثلاثاء أطلقت سفن وغواصات أميركية وبريطانية 162 صاروخا من نوع توماهوك منها 112 يوم السبت وحده.
واستهدفت غارات للتحالف مواقع لقوات القذافي على مشارف مصراتة شرق طرابلس وداخلها. وأعلن متحدث باسم الثوار أن "الوضع شهد انفراجا إذ شنت قوات التحالف مساء أول من أمس غارات مكثفة على مواقع لقوات القذافي ألحقت بها خسائر فادحة". وأضاف "أمضينا خمسة أيام صعبة. كنا على حافة اليأس. إنها مبادرة مشجعة من قبل التحالف وعليهم أن يواصلوا قصف قوات القذافي".
وتابع "الهدوء يسود المدينة. لم يعد هناك سوى قناصة يترصدون السكان. لكن إذا واصل التحالف غاراته والتشويش على اتصالات قوات القذافي، فسنطرد القناصة من المدينة في غضون ثلاثة أيام". وقال إن المخابز فتحت أبوابها أمس للمرة الأولى منذ ستة أيام. وأشار إلى أن المياه والتيار الكهربائي مقطوعان في المدينة منذ تسعة أيام بينما الاتصالات مقطوعة منذ ثلاثة أسابيع. وأضاف أن "مصراتة تشعر بالامتنان للتحالف ولفرنسا ونحن بحاجة لدعم أكبر منهما في الأيام المقبلة لكننا سنتولى الباقي. يجب ألا تتوقف الغارات. يجب استهداف طرق إمداد هؤلاء القتلة خصوصا في زليتن غرب وبني وليد جنوب". وقتل 17 شخصا من بينهم خمسة أطفال أول من أمس برصاص قناصة وقذائف القوات الموالية للقذافي في مصراتة بحسب طبيب في أحد مستشفيات المدينة. وأدت نيران قوات القذافي إلى سقوط 40 قتيلا وأكثر من 300 جريح الاثنين بحسب المصدر نفسه.
ووفقا لتقارير إعلامية فقد عين المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية في شرق البلاد محمود جبريل رئيسا لحكومة مؤقتة وكلفه بتشكيل الحكومة. وجبريل إصلاحي شارك ذات مرة في مشروع لإقامة دولة ديموقراطية في ليبيا رئيس لجنة لمعالجة الأزمات تشمل الشؤون العسكرية والخارجية. وفي سياق متصل تعهد ممثلان عن الثوار بإقامة دولة مستقبلية "علمانية وديموقراطية" وأبديا ثقتهما في انهيار القذافي سريعا إذا واصل التحالف غاراته وإذا تم تزويد الثوار بأسلحة. وقال عضو الرابطة الليبية لحقوق الإنسان والمتحدث في أوروبا باسم المجلس الوطني الانتقالي علي زيدان "نريد أن يواصل التحالف تدمير القدرة العسكرية للقذافي. لدينا الرجال وما نريده هو السلاح".
إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمحطة "اي بي سي نيوز" إن بعض المقربين من القذافي اتصلوا بحلفاء ليبيا لإيجاد مخرج للأزمة. وقالت كلينتون "لقد سمعنا عن مقربين منه يتصلون بأشخاص يعرفونهم حول العالم ويسألون ماذا نفعل؟ كيف نخرج من هذا الوضع؟". وأضافت كلينتون أنها تلقت معلومات لكنها لم تعلن مصدرها، بأن أحد ابناء العقيد القذافي قد قتل في ضربة جوية شنتها قوات التحالف. وحسب معلومات غير مؤكدة، فإن الأمر يتعلق بخميس القذافي البالغ من العمر 27 عاما الذي قضى في عملية انتحارية قام بها طيار ليبي. وذكرت صحيفة الصن البريطانية أن خميس القذافي توفي في المستشفى. وأوضحت كلينتون أن الولايات المتحدة ستنقل قيادة الهجوم الدولي خلال الأيام المقبلة. ولكن في المقابل تعهد الزعيم الليبي بمواصلة القتال، قائلا في كلمة مقتضبة من مقر إقامته في باب العزيزية بمدينة طرابلس "أنا صامد .. بيتي هنا .. أنا صاحب الحق اليقين". وأضاف "لا أهاب العواصف وأنا جاهز للمعركة".
وكان الرئيس التركي عبد الله جول، قد طالب القذافي بالتنحي لوضع حد لنزيف الدماء في بلاده. وقال "من الواضح أن بعض الدول التي كانت قريبة جدا من هؤلاء الديكتاتوريين حتى يوم أمس صاروا يتخذون الآن مواقف متطرفة وهذا يثير الشك بوجود نوايا خفية". ومن جهته أعلن جنرال في حلف شمال الأطلسي أن تركيا وضعت غواصة وخمس سفن حربية بتصرف حلف شمال الأطلسي لفرض احترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا. كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الكويت والأردن سيقدمان "دعما لوجستيا" للعمليات الدولية في ليبيا.