كشف كتاب "نادي أبها الرياضي.. تاريخ ورجال"، عن أن رياضة منطقة عسير بصفة عامة، والمراحل التي سبقت الوصول لنادي أبها الرياضي، كانت قبيل 77 عاماً بالتحديد.

ويقول مؤلف الكتاب، عضو شرف نادي أبها عبدالله بن صالح البشري في ثنايا سرده للمراحل: "إن بداية ممارسة كرة القدم كانت بطريقة عشوائية عام 1355، صاحبتها ممارسة ألعاب شعبية، فضلاً عن رياضة ركوب الخيل، ولم يكن هناك تنظيم حتى عام 1360".

ويروي بداية تأسيس ناد رياضي: "اتفق مجموعة من شباب مدينة أبها المتحمسين على إطلاق نادي عسير الرياضي يمارسون من خلاله هواياتهم، وتم ذلك 1368، متفقين على ترؤس الراحل الفريق يحيى المعلمي للنادي (كان ملازماً متخرجا للتو)، بعد تبنيه للفكرة"، مبيناً أن النادي كان يعرف بالنادي الرياضي الثقافي بأبها، وعقب ذلك كان هناك اجتماع لإطلاق النادي بصفة رسمية في إحدى الثانويات بساحة البحار 1382، بفكرة من محمد سالم باعشن ودعم كاتب العدل محمد بن إبراهيم النعمي، بيد أن الانقسام على اسم النادي الأهلي، جعل مجموعة بقيادة عزيز بن مصطفى تطلق ناديا ثانيا في نفس اليوم باسم نادي الاتحاد برئاسة عزيز".

ويحكي شيئاً من تنافس الغريمين فيما بعد: "كان هناك تنافس شديد بين الغريمين، وسط لوحات دعائية لمبارياتهما بخط الثنائي سالم بديوي وحسين الجوع، ومتابعة 260 منزلاً مشارفاً لساحة البحار حيث تقام المباريات، وتقديم الأكلات الشعبية للفائزين كالعريكة والبر والسمن".

ويضيف فيما عقب تلك المرحلة: "في عام 1388 تم اعتماد اسم الصديق لفريق الأهلي والفاروق لفريق الاتحاد، ومن ثم صدر قرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بدمج الناديين تحت اسم الفاروق بناء على ما رفعه المدير العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير خالد الفيصل، بهدف تخفيف الاحتقانات والصراعات الكروية، وسط معارضة شديدة من أنصار الصديق"، مبيناً أنه تم في عام 1391 تغيير اسم الفاروق إلى الوديعة بتوجيه من أمير منطقة عسير آنذاك الأمير خالد الفيصل، من ثم وافق الأمير خالد الفيصل عام 1420 على تغيير المسمى من الوديعة إلى أبها.

وبين المؤلف خلال الكتاب أن النادي يعد من أوائل الأندية تأسيساً لهيئة أعضاء الشرف 1371، ومن أبرز من دعموا مسيرة النادي الأمير عبدالله الفيصل وأصحاب السمو الأمراء عبدالرحمن بن عبدالعزيز وسطام بن عبدالعزيز وأحمد بن عبدالعزيز من خلال حمل العضوية الشرفية، كما أن من بين من تولى سدة رئاستها المهندس هاني أبو غزالة وعبدالله بن سعيد أبو ملحة، فيما تبوأ علي بن سليمان الشهري منصب رئاسة النادي الفخرية كذلك.

وكانت أبرز إنجازات النادي بحسب ما أورد، الصعود للدوري الممتاز "مرتين"، وبطولة كأس اللجنة الأولمبية للأندية الريفية، والصعود لدوري الدرجة الأولى "4 مرات"، والوصول لنهائي الصداقة الرابعة، ونهائي النخبة الدولية، وصعود فريق درجة الشباب لكرة القدم إلى الدوري الممتاز، وتحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى، والوصول لنصف نهائي ذات المسابقة لأندية الدرجة الممتازة مرة، ومرتين للدرجة الأولى، وربع النهائي في موسم آخر، وبلوغ ربع نهائي مسابقة كأس ولي العهد أمام الهلال، والسيطرة على بطولة المنطقة الجنوبية بدرجاتها لعدة مواسم حين إقامتها.

وفي الألعاب الأخرى، تحققت إنجازات وصول فريق كرة السلة للدوري الممتاز، وكرة اليد للدرجة الأولى، وبطولات المملكة لعدة سنوات لألعاب الدراجات والتايكوندو والتنس الطاولة وألعاب القوى.

كما أورد أن المنتخب السعودي الأول ضم لأول مرة لاعبين مع المنطقة الجنوبية وهما مدافع النادي وقائده السابق ناصر بدوي والمهاجم الراحل محمد يحيى، فضلاً عن وصول جملة من لاعبيه لأندية كبيرة كمبروك التركي وخالد الزيلعي وعبدالله القرني للنصر، وعبدالله مضواح وعبدالله السريعي للهلال، وموسى عيد وسالم وإبراهيم السويد للاتحاد، ومحمد البشري وعامر مانع وأحمد مفلح للأهلي.

وإضافة إلى ذلك، كان نادي أبها ضمن أكثر الأندية جماهيرية في المملكة بحسب إحصائيات رسمية.

يذكر أن الكتاب حظي بإشادات واسعة النطاق لحفظ تاريخ النادي الأعرق في المنطقة الجنوبية.