لم يعد خافيا أن إعجاب النساء طال بعض الدعاة ممن يظهرون على شاشات الفضائيات.

لعل الأسباب كثيرة؛ منها المرأة التي وعت وكبرت على مشاهدة وجوه مسموح لها بالاتصال بهم علنا بحجة يقبلها المجتمع، فالخيال والمشاعر توجه غالبا في سن معين أو في حالة معينة إلى ما هو أمام الفتاة وحولها، لكن الإعجاب الذي لمس من بعض الفتيات والنساء اللاتي لا يرين حرجا في الاتصال بمن يعجبهن من الدعاة فيخضعن بالصوت ويمارسن أسلوبا غير لائق للموقف، وهذا أصبح ملاحظا، حتى إن المشاهد صار يدرك ذلك من خلال الحوار.

لا أظن أبدا ـ مهما كانت النوايا حسنة ـ أنه يتم تداول (كلمة أحبك في الله للدعاة على الملأ) من قبل سيدة أو فتاة، دون أن تكون مقصودة، لأن الكلمة بحد ذاتها محرجة في مجتمع محافظ جدا لم يعتد على البوح بكلمة الحب وتداولها بسهولة وعلنية.

نأمل أن تكون هناك توجيهات من المشايخ للدعاة والتنبيه على النساء عامة والفتيات خاصة، فقد تكون المتصلة مريضة نفسيا وقد تكون حقيقة معجبة، فلا يكون الحديث مع رجل باسم الدين حجة لأن تكون المشاعر معلنة تحت غطاء الدين، بل إن الحياء شعبة من شعب الإيمان، وأرى أن التساهل يساعد على الاستمرار في هذه الحالات التي أتمنى ألا تصبح ظاهرة.

إن التساهل والأخذ والرد مع المتصلات من قبل بعض الدعاة، يجعلهم هم الذين يتحملون مسؤولية ذلك التمادي، لأنه ليس كل من سألت تملك الوعي الكافي، إنما كعادة النساء الحالمات في مرحلة معينة من العمر، أو حالة ما، تتوهم أو تُخيل لها أوهام بسبب حديث ومشاهدة.

المرأة الواعية موجودة، ولو أرادت فتوى، فهناك طرق وأساليب تحترم نفسها وخصوصيتها باتباعها وليدرك الشباب من الدعاة أن المشاهد واع، وأن الوقار مطلوب لأنهم قدوة، لئلا يصبح منبر الدعاة أداة لمصالح الفضائيات التجارية من أجل تحقيق مكاسبهم المادية على حساب النصيحة والدعوة، لذا وجب التنبيه.

أما صمت بعض الدعاة، فربما يكون لأنهم محرجون من الموقف خاصة وهم على الهواء.

في النهاية، لعالم الدين والداعية هيبتهما ومكانتهما ولا يستحب التجرؤ على هذه المكانة.