سُجلت أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري في شمال اليمن مما أسفر عن مقتل جنديين وسط تواصل انضمام عسكريين إلى "ثورة الشباب" في وقت واجه فيه الرئيس علي عبدالله صالح الضغوط المتزايدة عليه بالتحذير مما أسماه الحرب الأهلية.

ونقل مصدر مقرب منه استعداده لمغادرة السلطة مطلع 2012 بعد إجراء انتخابات تشريعية، إلا أن المعارضة سارعت إلى رفض ذلك والمطالبة برحيله مباشرة.

وعلمت "الوطن" أن صالح طلب من قائد المنطقة الشرقية والغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر إعادة النظر في انشقاقه، وحث قادة الجيش الآخرين الذين حذوا حذوه على التراجع عن مواقفهم حفاظا على تماسك المؤسسة العسكرية.

وفي الجوف شمال اليمن سيطرت عناصر قبلية مسلحة على المدينة وطردت منها قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس، بحسب ما أفادت مصادر قبلية. وقال مسؤولون محليون في عدن إنه جرت اشتباكات في أبين بين الجيش وعناصر من القاعدة سقط نتيجتها 13 قتيلا من التنظيم.  تفاصيل ص8




أبدى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس استعداده لمغادرة السلطة في بداية العام المقبل، فيما قتل جنديان باشتباك بين الجيش والحرس الجمهوري في المكلا.

وأفاد مصدر مقرب من الرئاسة إنه "في إطار مبادرة الرئيس للانتقال إلى نظام برلماني"، يقترح الرئيس اليمني تنظيم "انتخابات برلمانية قبل نهاية 2011 على أن يتم انتخاب الرئيس المقبل من قبل البرلمان الجديد في بداية 2012"، بالرغم من انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في 2013.

وكان صالح عقد اجتماعا مع قادة القوات المسلحة، ولقاء موسعا مع قيادات شعبية وحزبية. وقال إن "أي محاولة للوصول إلى السلطة عبر انقلابات ستؤدي إلى حرب أهلية". ووصف الضباط المنشقين بأنهم "يتساقطون مثل أوراق الخريف"، فيما اتهم المعتصمين بأنهم "ينفذون أجندة خارجية".

وعلمت "الوطن" أن صالح طلب من قائد المنطقة الشرقية والغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر إعادة النظر في انشقاقه، وحث قادة الجيش الآخرين الذين حذوا حذوه بالتراجع عن مواقفهم حفاظا على تماسك المؤسسة العسكرية.

وكانت معلومات أشارت إلى أن صادق الأحمر نجح في الجمع بين صالح وعلي محسن، وسط أنباء عن وساطة تبذلها أطراف محلية وإقليمية مدعومة بتأييد أميركي بقبول صالح التنحي عن السلطة نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، إلا أن الأحمر زار المعتصمين في ساحة التغيير وقال إنه لا تغيير في موقفه أو موقف علي محسن، الذي وجه نداء إلى الجيش مساء أول من أمس يطالبه فيه بمساندة الشباب المعتصمين في ساحات التغيير.

في المقابل، رفض القيادي في المعارضة البرلمانية محمد الصبري أمس اقتراح تنحي صالح نهاية العام بعد الانتخابات البرلمانية، وطالب برحيله الآن استجابة لمطالب الشعب.

وطالب الرئيس الدوري لتحالف المعارضة ياسين نعمان، بتفادي الدخول في معارك عنيفة من أجل البقاء في السلطة، وحذره من ألا يتبع أسلوب الرئيس الليبي معمر القذافي.

من جهة أخرى، سيطرت عناصر قبلية أمس على مدينة الجوف شمال اليمن، وطردت منها قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح. وقالت مصادر إن مسلحين من قبائل بكيل خاضوا مواجهات مع قوات من الحرس الجمهوري قبل أن يطردوها من الجوف.

وفي السياق، قتل جنديان يمنيان بأول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري في المكلا عاصمة حضرموت (جنوب شرق) مساء أول من أمس وأفادت مصادر أن "جثتي جنديين من الجيش والحرس نقلتا إلى مستشفى في المكلا إثر اشتباك بين الجانبين قرب القصر الجمهوري". كما أصيب ثلاثة جنود في المواجهات، التي اندلعت إثر توتر بين قوات الحرس وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي انضم إلى المعارضة.

كما أفادت مصادر أن الحرس الجمهوري حاصر مقر قيادة قوة جوية في مدينة الحديدة أمس بعد أن أعلن قائد القوة تأييده للمعارضة، وذلك دون وقوع اشتباكات بين الطرفين.

وفي سياق آخر، انضمت هيئة تحرير صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية في عدن إلى الحركة الاحتجاجية. ولم يصدر عدد أمس من الصحيفة التي تأسست عام 1967.

وحول ردود الفعل العربية والدولية، دانت الجامعة العربية أمس "الجرائم بحق المدنيين" في اليمن، وحضت السلطات على "التعامل مع مطالب شعبها بالطرق السلمية".

كما عبر وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس في موسكو أمس عن القلق بشان عدم الاستقرار في اليمن وتأثير ذلك على الحرب ضد الإرهاب.