تظاهر مئات الأشخاص أمس، لليوم الخامس على التوالي ضد النظام السوري في مدينة درعا جنوب البلاد وبلدة نوي القريبة، مطالبين بالحرية.

وفي السياق، أكد المعارض السوري هيثم المالح (80 عاما) وجود شبه إجماع على الرغبة في الإصلاح الديموقراطي في سورية، ورفض فكرة أنه قد يؤدي إلى حكم طائفي. وأضاف المالح المحامي والقاضي السابق والذي أمضى حياته يقاوم احتكار حزب البعث الحاكم للسلطة سلميا، أن الثورة على الأبواب ولا يزال النظام لا يبالي بالتغيير. وأضاف في لقاء مع "رويترز" أول من أمس إن جميع المحافظات السورية ستثور، وهناك شبه إجماع على أن النظام غير قابل للاستمرار إذ إن الجماهير لا تريده. ورفض المالح الذرائع الرسمية بأن سورية ليست جاهزة للديموقراطية على النمط الغربي، والتلميحات بأن الإسلاميين سيتولون مقاليد الأمور إذا رحلت النخبة العلمانية الحاكمة في سورية.

من جهة أخرى، اعتبر ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد المقيم في المنفى، رئبال الأسد أن النظام السوري أمام خيارين إما القيام بإصلاحات في المدى القريب أو أن تطيح به حركة الاحتجاجات المتنامية في البلاد. وحذر رئبال رفعت الأسد النظام السوري من مصير نظيريه في مصر وتونس. ونفى الاتهامات الموجهة إليه بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية ضد النظام. وقال "عوضا عن توجيه الاتهامات إلى الآخرين، يجدر بالنظام العمل على التجاوب مع مطالب الشعب". ودعا إلى تغيير سلمي للنظام يبدأ بإطلاق سراح كل السجناء السياسيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

من جهة أخرى، ذكرت منظمة حقوقية أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أمس الكاتب السوري لؤي حسين الذي بادر الاثنين إلى طرح بيان للتوقيع عبر الإنترنت تضامنا مع حق أهالي مدينة درعا وجميع السوريين في التظاهر السلمي وحرية التعبير.

ونقل بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان وهو منظمة حقوقية غير حكومية مقرها في لندن أن الأمن السوري "اعتقل الثلاثاء 22 مارس الكاتب والناشط السوري لؤي حسين بعد اقتحام منزله في منطقة صحنايا (ريف دمشق)".

وأشار المرصد إلى أن عائلة حسين "كانت خارج المنزل وفوجئت لدى عودتها بالباب مخلوعا"، لافتا إلى أنه "لا يعرف مصيره" حتى الآن.

وذكر البيان أن حسين (مواليد 1960) "قد بادر بالأمس (الاثنين) إلى طرح بيان للتوقيع عبر الإنترنت تضامنا مع أهالي درعا وجميع السوريين في الحق بالتظاهر السلمي وحرية التعبير".

وأشار إلى أنه "معتقل سياسي سابق على ذمة حزب العمل الشيوعي بين عامي 1984 و1991".

كما ذكر بيان المرصد أن "الأجهزة الأمنية داهمت مساء الأحد 20 مارس منزل الشاب رامي سليمان إقبال في مدينة داعل بمحافظة درعا واعتقلته بسبب اتصال هاتفي مع إذاعة بي بي سي العربية تحدث خلاله عن الأوضاع في درعا"، موضحا أن "مصيره ما يزال مجهولا".

وأعرب المرصد عن استغرابه لـ"استمرار السلطات السورية باتباع سياسة الحلول الأمنية والاعتقالات التعسفية بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان بدلا من سياسة الحوار البناء لما فيه خير سورية وشعبها".

على صعيد آخر، نفت الفصائل الفلسطينية في دمشق مشاركة عناصر فلسطينية في أحداث مدينة درعا، مؤكدة "حرصها على الأمن والاستقرار في سورية وتضامنها مع دمشق وقيادتها في مواجهة أي مخطط يستهدف البلاد". وحذرت الفصائل الفلسطينية من الزج "باسم الفلسطينيين في هذه الأحداث نظراً لما يترتب على ذلك من تعبئة نفسية لا تخدم سوى أعداء شعبنا وأمتنا".