بات على رئيس حكومة تصريف الأعمال فى مصر الدكتور عصام شرف أن يواجه كل صباح الآلاف من أصحاب "المظالم"، الذين يتظاهرون أمام مقر مجلس الوزراء، وفي أماكن مختلفة، من أصحاب "المطالب الفئوية"، في حصار خانق، وصف، بأنه يزيد من الأعباء، والضغوط، على كاهل الحكومة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أيدت محكمة جنايات القاهرة أمس الطلب المقدم إليها من جهاز الكسب غير المشروع بمنع الرئيس السابق حسني مبارك من التصرف أو التعامل على الحسابات المصرفية المتعلقة به شخصيا وبمكتبة الإسكندرية لدى أحد فروع البنك الأهلي.

ولم يتوقف سيل "المطالب الفئوية" على شريحة بعينها، فهي تتنوع ما بين إسلاميين متشددين يريدون من شرف سرعة إحضار "كاميليا شحاتة" زوجة كاهن كنيسة بني مزار التي اختفت، بعدما قيل إنها بدلت ديانتها، وأعلنت إسلامها، وبين أفواج تأتيه كل صباح من محافظات مصرية تطالبه بتغيير قادتها، أو التحقيق فى قضايا فساد ورشوة، وتربح من المال العام.

وأمس تظاهر العشرات من أُسر المعتقلين في القضية المعروفة إعلاميا "بخلية الزيتون" وعددهم 25 معتقلا، أمام مجلس الوزراء وطالبوا شرف بالإفراج عن ذويهم، وهتفوا "الشعب يريد إخراج المعتقلين"، "وشرف بيه، ياشرف بيه ..وعدك لينا راح فين".

وتضطر المظاهرات الفئوية رئيس الحكومة أحيانا أن يذهب إليها فى محلها المختار، كما فعل بالأمس عندما توجه إلى المعتصمين من موظفي وعمال اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" على كورنيش نيل القاهرة، بهدف التفاوض معهم فى مطالبهم، "بزيادة الرواتب، ومحاربة الفاسدين فى الاتحاد".

وجاءت زيارة شرف إلى المعتصمين، تحت ضغط خروجهم إلى الشارع، قبالة المبنى، وتهديدهم باقتحام الاستوديوهات وتسويد شاشات التلفزيون، ووقف البث الإذاعى، في وقت قامت فيه مجموعات كبيرة من زملائهم بالاستعداد للتصدي لهم، ومنع الاقتراب من الأستوديوهات حال محاولتهم ذلك.