في حين طمأن موزعو أسمنت في المنطقة الشرقية الأسواق بالمحافظة على الأسعار في نطاقها الطبيعي رغم وجود نقص في المعروض نتيجة تعرض أحد المصانع بالمنطقة لخلل في خطوط الإنتاج أدى إلى تقليص الكميات المطلوبة من قبل العملاء، حذر موزعين وأصحاب شركات مقاولات في المدينة المنورة من بوادر أزمة في الأسمنت بعد تناقص المعروض خلال اليومين الماضيين وارتفاع السعر إلى مستوى تراوح بين 16 إلى 17 ريالا للكيس الواحد.
وقال المدير العام في شركة أبناء عبدالله القحطاني، أكبر موزع للأسمنت في الشرقية، علي القحطاني إن الموزعين الرئيسيين ملتزمون ببيع كيس الأسمنت العادي بـ14.5 ريالا فيما يتراوح سعر الكيس المقاوم بين 15 و16 ريالا.
وأشار إلى أن السوق يعاني من نقص حاد في المعروض بسبب خلل فني بخطوط الإنتاج في أحد المصانع نتج عنه نقص طارئ في الكميات المطلوبة للموزعين.
ولفت إلى أن شركته أجرت اتصالات بالمسؤولين في المصنع بعد عودة شاحنات الشركة فارغة دون حملة للأسواق، مبينا أن المسؤولين في إدارة المصنع أكدوا وجود الخلل وأن العمل جار لإصلاحه وسيعود إلى الإنتاج وضعه الطبيعي بحلول السبت المقبل.
وأوضح القحطاني أن شركته أبلغت عملاءها بالخلل الفني والذي يعتبر طبيعياً بالنسبة للحركة الإنتاجية المصنعية، مبيناً أن إشاعة رفع السعر لا صحة لها إطلاقاً بموجب تعليمات المصانع الأخيرة، مؤكداً في الوقت ذاته وجود حجم كبير من الاحتياطي لدى المصانع ومنافذ بيع تابعة لها غير السوق المحلية.
وشدد القحطاني على ضرورة تعامل المستهلكين مع الخلل في نطاقه المحدد، وعدم تضخيم المشكلة، مؤكدة عودة السوق إلى وضعه الطبيعي بحلول السبت المقبل.
لكن الموزع الرئيسي الآخر ناصر الجذنان قال إن الموزعين يخشون من تكرار أزمة جديدة فمصانع المنطقة الشرقية أحدهما يخضع للصيانة الدورية والآخر يشهد فرعه في بقيق توقفا في الإنتاج.
وأوضح الجذنان أن الموزعين لم يحصلوا منذ أمس على كامل طلباتهم من المصانع إلا بنسبة لا تتعدى 25% من مستوى الطلب اليومي. لافتاً إلى الموزعين يقدرون على سد عجز المصانع خلال 48 ساعة فقط لعدم وجود كميات تناسب حجم الطلب لأكثر من ذلك.
وأشار إلى أن المصانع لم تعزز موقفها بتكثيف الإنتاج لمواجهة الطلب الطارئ بسبب مخاوف العملاء من شح المعروض.
وعن الأسعار أكد الجذنان أن الموزعين ملتزمون بالأسعار المصنعية فيما طالب توفير الرقابة الكاملة للأسواق من الجهات المسؤولة.
وفي المدينة المنورة أشار الموزع محمد الشريف أن المستهلكين يخشون أن تكون هناك اتفاقيات بين المصانع لبيع المخزونات القديمة مطالبا وزارة التجارة بتكثيف الرقابة على الأسواق خاصة أن مستوى الطلب خلال الفترة الحالية عند أعلى مستوياته.
وأشار محمد عمر بائع بأحد مراكز بيع الأسمنت إلى وجود تأخير في الكميات التي يطلبها من الموزعين، أدى إلى نقص المعروض في السوق ورفع الأسعار منذ نهاية الأسبوع الماضي، مبينا أنه كان يشتري الكيس بـ14 ريالا ويبيعه بهامش ربح قدره ريال واحد، لكنه منذ أمس رفع الموزع السعر مما اضطره للبيع بـ16 ريالا للكيس.
وذكر البائع عبدالله راضي الذي يعمل في متجر للأسمنت أنه يطلب من الموزع 100 كيس يوميا لكن لا يصله إلا نصف الكمية المطلوبة، وأرجع ذلك إلى تكدس الشاحنات في المصنع وقلة الإنتاج مما يضطره لخفض الكميات الموزعة لإرضاء كافة عملائه الذين ينتظرون كمياتهم.
وقال راضي إن السوق يعتمد على العرض والطلب وتوفر الكميات في السوق ومتى ما كان هناك طلب متزايد ارتفعت الأسعار.
من جهتها حاولت "الوطن" الاتصال بإدارات المصانع في المنطقتين للتعليق على أسباب نقص الإنتاج إلا أنه تعذر ذلك.