امتد النشاط الإشعاعي الناتج عن الأضرار التي لحقت بمحطة فوكوشيما اليابانية إلى مياه البحر، مما يعني إمكانية أن يحمل انتقال العدوى في المنطقة آثارا خطيرة، وأن تكون المنتجات البحرية من هذه المنطقة تضررت بدورها بفعل آثار الإشعاع النووي، في بلد تشكل الأسماك وثمار البحر أساسا في تغذيته.

وأعلنت شركة تيبكو رصد مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي من المواد المشعة في مياه البحر قرب محطة فوكوشيما، وسجل مستوى اليود 131 والكيزيوم 134 معدلات أعلى بـ126,7 مرة و24,8 مرة على التوالي من المعدل الذي حددته الحكومة بحسب الشركة.

وأشار مسؤول في قطاع الصيد في مقاطعة فوكوشيما إلى أن أنشطة الصيد لم تستأنف بعد في المنطقة لأن السفن والمرافئ دمرها التسونامي، وقال شونجي سوزوكي "الصيادون لن يستأنفوا العمل إلا عندما نكون قد تحققنا من مستوى الاشعاعات في منتجات البحر".

ويكبر في الوقت نفسه القلق بين السكان في مواجهة خطر انتقال العدوى إلى المنتجات الغذائية رغم التصريحات المطمئنة من جانب الحكومة.

وتكرر الهيئات العامة المختلفة أن مستوى النشاط الإشعاعي الذي تم تخزينه في مياه الأمطار ومياه الصنابير أو في بعض الأغذية حول المفاعلات المتضررة بفعل الكارثة لا يمثل تهديدا على الصحة. غير أن الحكومة اتخذت قرارا بمنع السبانخ والكاكينا وهي نبتة يابانية ذات أوراق خضراء تزرع في أربع محافظات قريبة من المحطة النووية (ايباراكي، توشيغي، غونما وفوكوشيما)، وكذلك الحليب المنتج في فوكوشيما.

وأصيبت محطة فوكوشيما النووية (رقم 1) الواقعة على بعد 250 كلم شمال شرق طوكيو بأضرار جسيمة بفعل الزلزال الضخم الذي بلغت قوته 9 درجات وأعقبته موجة تسونامي، واقتربت حصيلة الضحايا أمس من 22 ألف قتيل ومفقود من بينهم 9079 وفاة مؤكدة.

في غضون ذلك استؤنفت صباح أمس الأعمال في محطة فوكوشيما لمحاولة إعادة تشغيل أنظمة التبريد للمفاعلات، وأعلنت شركة "طوكيو إلكتريك باور" (تيبكو) أن موظفيها عادوا إلى الموقع بعد أن تم إخلاؤه عصر اليوم السابق منذ ظهور دخان انبعث من المفاعلين 2 و3 وأثار قلقا كبيرا. إلا أن تيبكو أشارت إلى أن أعمال تبريد المفاعلات بواسطة خراطيم المياه لم تستأنف بعد.

ونجح التقنيون في إعادة التغذية بالتيار الكهربائي إلى المحطة، إلا أنهم لم يعيدوا بعد المعدات إلى الخدمة، وخصوصا انظمة التبريد الضرورية لمنع حصول انصهار للوقود النووي.

وأفادت وسائل الإعلام أمس عن تسرب كميات جديدة من البخار صباح أمس، إلا أن تيبكو أوضحت أنها لن تؤثر على الأعمال الجارية حاليا، ويحاول العمال في الموقع الحد قدر الإمكان من وقت تعرضهم للإشعاعات بعد أن تعرضوا لنسب مرتفعة جدا منها.

والمفاعل 3 الذي أصيب بأكبر قدر من الأضرار هو أكثر المفاعلات الستة إثارة للقلق لدى السلطات، ويحتوي على مادة "إم أو إكس"، وهو مزيج من أكسيد البلوتونيوم واليورانيوم الذي ينتج عن إعادة التدوير، والذي تعتبر انبعاثاته أكثر ضررا من الوقود المكون من اليورانيوم.