عندما أجري جولة سريعة على الأخبار في الصحف للبحث عن آخر الأحداث التي أصبحت تصيب الإنسان بالغثيان والقرف، أجد أيضا الكثير منها مما يتصف بالغرابة، أتمنى حينها لو أنني كنت أمتلك قلبا ميتا! كم سيكون الأمر رائعا إن كان الفرد منا يمتلك مثل قلب هكذا حيث لا نمتلك أي حزن، أو غضب، أو فرح، أوأي عاطفة سوى عدم التعاطف والبرود التام، لا شيء يمكن أن يحملنا على ذرف أي دمعة بل نعتبرها إهدارا للمخزون الجسدي من سوائل نحتاجها في هذا العصرالجاف! والقلوب السوداء أنواع؛ قلب بارد، وقلب غير محب، وقلب لا يرحم، وقلب كافر، وقلب غير مبالٍ، وقلب جبان، وقلب مريض، وقلب حاسد، وقلب يعج بالخطيئة، والقائمة تطول ولكن أتركها لكم لتغطية الناقص! وبكل ما يمثله القلب الميت أقدم لكم الأخبارالتالية:
أول خبر: حُرم رجل من نايبكوك شرق السويد من التحصل على كرسي متحرك، على الرغم من أن كلتا ساقيه كانت قد بترت، وبررت السلطات الصحية المحلية الرفض للطلب على أنه لا يزال هناك بعض من الشك بين أن تكون الإعاقة مزمنة أم مؤقتة! "بسيطة" أعرف أسرة أخرى لم تصلها شهادة وفاة رب الأسرة إلا بعد مرورأكثر من ثلاثين عاما، بمعنى أنه كان لا بد من التأكد، فربما الرجل لم يمت! وفي حادثة أخرى وقف أحدهم أمام باب المحكمة يبحث عمن يشهد معه أنه لم يمت!
الخبر الثاني: خلال المسيرة السلمية في مدينة سياتل بولاية واشنطن، رُشت ريني دورلي ذات 84 عاما ببخاخ الفلفل رأسا على وجهها، ثم ألقيت على الأرض وكادت تداس لولا العناية الإلهية وتم إنقاذها من قبل بعض المتظاهرين! وأين هذا؟ في أكبر دولة ممن تعتبر نفسها حاضنة الديموقراطية والمحركة الأساس لجمعيات حقوق الإنسان، دولة تمسك منظارا يظهر جميع أنحاء العالم ويصيبه العمى عما يجري في حديقة منزلهم الخلفية! والله أخاف أن يأتي يوم يتدخلون في سيادة الدول بحجة حقوق الحيوان!
الخبر الثالث: يقول إن الشرطة الأوغندية قامت برش قادة المعارضة مع الحزب رذاذ الماء الملون خلال المظاهرات التي جرت في العاصمة كمبالا يوم 10 مايو! هنا تمنيت أن يتم تعميم هذه الحركة لجميع الدول الباقية، على الأقل تصبح المظاهرات "تكنوكلور" ويتسلى المشاهد قليلا، فالألوان يا سادة تدخل البهجة والسرور، وإن كان الإعلام يتآمر بإدخالنا في حالات اكتئاب مستوردة من مدن حول العالم، فلترد عليهم السلطات المعنية والتي تقوم بالرش بأن تجعله ألوانا، "ويا ريت يكون بمبي"، بهذا سوف يكسبون المشاهدين، فمن لا يحب اللون "البمبي"؟!
الخبر الرابع: حاولت عروس في الصين الانتحار بعد التراجع المفاجئ لخطيبها عن إتمام مراسيم الزواج، فقررت أن تقفز من نافذة الطابق السابع بثوب زفافها، ولكن تمكن رجل من أحد الأدوار السفلية من تلقيها وإنقاذ حياتها! لا أدري لماذا كل هذه "الهوجة" لماذا لم ترمه هو مثلا؟!
الخبر الخامس: تلقى أحد الطلبة لكمات على وجهه من قبل ضابط شرطة في تشيلي خلال مظاهرة طلابية تطالب بإطار جديد للتعليم! "الله يصلحه" ما هذه الطلبات الطفيلية، أين التمدن أين التفرد؟! ثم لماذا لم يتعلم من طلاب في بلاد أخرى حيث قمة السعادة المطالبة بإجازات دورية أو كل ما "دق الكوز بالجرّة"، لحظة يجب ألا نظلم أحدا، ربما يعتقدون أن حقوقهم لا تخرج عن محورالإجازات!
الخبر السادس: مرة أخرى من الولايات المتحدة، حيث أقيمت لأول مرة مسيرة سلمية لأعضاء الخدمة العسكرية والبحرية، وسميت موكب فخر مثليي الجنس! فخر لأنه حدث يتم للمرة الأولى في تاريخه عندهم! "يا سلام على هذا التاريخ المشرف"! ثم لماذا لم يتم رشهم كما رشت العجوز؟! إنها الديموقراطية يا سادة وهنيئا لكل من تُصّدر له ديموقراطية كهذه، سيجد أن جدته تسجن من أجل رأيها المتشنج في إعداد "اللقيمات" بينما سائقها الذي قد يكون مثلياً، يحصل على تصريح تنفس ساعة يومية كي يعبرعن الحرية!
الخبر السابع: من بوسطن حيث يقول إن مدرسة ابتدائية تجري التحقيق في حادثة بين طفلين من الصف الأول الابتدائي، حيث اتهم طفل في السابعة من العمر بالتحرش الجنسي لأنه لكم زميلا له في المنطقة الحساسة، وتدافع والدته بأن ابنها تصرف كردة فعل، فهو كان يدافع عن نفسه لأن الثاني كان يحاول خنقه! وتضيف الأم بأنه إذا تم اتهام ابنها بالتحرش الجنسي فبالمثل يجب اتهام الطفل الآخر بتهمة محاولة القتل! ماذا؟! هل تم القضاء على الإجرام عندهم لدرجة فكروا أن يتجهوا للأطفال من أجل أن تستمر لقمة العيش؟!
بالفعل "هم يضّحك وهم يبّكي"!