صعّد يوم الشعر العالمي بالأمس تبادل الاتهامات بين الشعراء الشباب والمؤسسات الثقافية، إثر رفض بعض الأندية الأدبية التجارب الإبداعية لبعض الناشئين، مبررة رفضها أحيانا بسبب عدم شهرة الكاتب، أو تعبيرا عن موقفها من فن أو نوع إبداعي بعينه وانحيازها لآخر بحسب عدد من الشعراء الشبان.

الشاعرة سمر الشيخ تحدثت لـ "الوطن" عن معاناتها مع أحد الأندية الأدبية قائلة: جفاء الأندية الأدبية مع المنجزات الأولى للشعراء أو على الأقل هذا ما حدث لي من نادي حائل الأدبي حين رفض طباعة مجموعتي لأن اسمي غير المعروف لن يضيف لهم شيئا.

وأضافت: الغريب أن هذه الأندية من أولوياتها تبني الأسماء البعيدة عن الإعلام والوسط الثقافي، لكن الشبكة الإلكترونية وفرت علي الكثير من الانتظار أو حتى استجداء الأندية الأدبية الغارقة في سباتها، وتمكنتُ من التواصل مع دور النشر، وها هو "انشقاق" ديواني خرج للنور بعد انتظار ثلاث سنوات.

تجربة فاشلة أخرى خاضتها الشاعرة كوثر موسى في اختبار مواقف بعض الأندية الأدبية مع القصيدة الحديثة. تقول كوثر: ربما يواجه الشعراء وخصوصا شعراء النثر صعوبة إقناع النوادي الأدبية بإنتاجهم الشعري مما يدفعهم للطباعة في الخارج, وهذا ما أخر مجموعتي ثلاث سنوات من تاريخ جمع القصائد.

رئيس نادي حائل الأدبي عبدالسلام الحميد دافع عن ناديه بقوله: النادي ينتهج سياسة وآلية معينة لنشر الأعمال الأدبية والفكرية والفنية، وفق تسلسل معين من خلال البدء بطباعة الاستمارة المنشورة في الموقع الإلكتروني للنادي وحينها يعرض العمل المقدم على لجنة وإذا لم تتفق اللجنة يحال العمل إلى محكم ثالث ومن ثم يصدر القرار بشأن المسودة.

وأبدى الحميد استغرابه من اتهام النادي بمماطلة الكتاب مؤكدا أن أدبي حائل لا يتأخر أكثر من شهرين للبت بشأن العمل، مبينا أن سلسلة "بواكير" أنشاها النادي خصيصا للتجارب الجديدة، ومن خلالها يتم تخفيف المعايير تشجيعا للمبدعين الناشئين بعكس سلسلة "إبداعات" التي تتشدد في شروط قبول العمل حيث تتعامل مع كتاب محترفين.

ولم يخف الحميد أن النادي اضطر في الآونة الأخيرة للاعتذار عن الأعمال الأخيرة المقدمة إلى حين اتفاقه مع دار نشر أخرى جديدة بعد انتهاء مدة عقده المبرم في فترة سابقة مع دار الانتشار العربي.

وكان أدبي الأحساء من الأندية التي وجه إليها بعض المبدعين الشباب نقدا من حيث المماطلة في النشر والتأخر في الرد على الكاتب بشأن عمله أو رفض نشر النتاج الأدبي لأسماء غير معروفة، وردا على ذلك رفض رئيس المطبوعات والنشر في النادي الدكتور ظافر الشهري الاتهام مؤكدا أن من أهم أدوار المؤسسات الثقافية رعاية المواهب الإبداعية والاهتمام بالناشئين من المبدعين. وأكد أن ناديه على استعداد تام لطباعة الشعر الجيد بغض النظر عن نوعه وأسلوبه، موضحا أنه ليس لأدبي الأحساء موقف من أي فن ونتاج فكر معين طالما أنه لا يمس الثوابت والأعراف المتفق عليها بشكل عام.

وبين الشهري أن القصيدة الحديثة وقصيدة النثر لها حضور كبير في الدراسات الأدبية السعودية شئنا أم أبينا، فلها موقعها المرموق الآن. ونحن في نادي الأحساء طبعنا مختارات من الشعر العالمي وهي قصائد نثر.