الشاعران عيد الخميسي ومحمد خضر، تخلقا وتشكلا في حقل الصحافة الورقية، لكنهما انعتقا منها متوغلين في جوف الشبكة العنكبوتية بشكل مقيم.

يدير محمد خضر أكثر من منتدى وموقع إلكتروني تهتم بالأدب والإبداع والشعر بشكل خاص، يتحدث عن تجربة الإنترنت في اكتشاف المواهب الإبداعية قائلا: تلك جهود لمجموعة من الأصدقاء المبدعين فقد قام أكثر من محرر منهم بعمل ورشات أدبية في النص الإبداعي وأخرى نقدية، وأخيرا تبنى الشاعر عبدالله الهمل تنفيذ برنامج صوتي للقراءة بشكل أسبوعي، واستضافة شاعر فيما يشبه الأمسية الشعرية التي تشمل قراءات من شعره ووقتا لأسئلة الأعضاء صوتيا، واهتم الموقع بإطلاق ورشة سردية أيضا تقوم على اختيار نص في كل مرة ومن ثم إعداد المقاربات والقراءات حول ذلك النص بمشاركة الجميع حيث يتم في النهاية جمع هذه الآراء وترك مساحة للتساؤلات وللمعالجات النقدية الأخرى على اختلاف توجهاتها الفنية، ومثل هذا تماما حدث مع الشعر وفي نادي القراءة الذي كان يختار كتابا مهما كل أسبوع لقراءته وكتابة شيء عنه سواء ما كان يحمل مقاربة أو تلخيصا للكتاب أو ما يحمل أسئلة إبداعية من شأنها أن تفتح نوافذ عديدة للنقاش. من ناحيته يضيء عيد الخميسي (المشرف على مجلة سين الإلكترونية ومواقع أخرى ومدونة) جوانب عديدة لتواصل الشعراء الشباب بالإعلام الإلكتروني موضحا: أظن أننا في لحظة (الفيس بوك) والنشر الإلكتروني السريع، لسنا في حاجة للحديث عن دعم وتشجيع أي موهبة شابة. الأجيال الجديدة تجاوزت البحث عن الدعم والتشجيع وباتا قيمة قديمة لا مكان لها على أرض الواقع. صار ممكناً لأي كاتب يملك محاولاته الأولى للكتابة أن ينشر هذه المحاولات عبر منابر متعددة وتتناسب مع طبيعة بحثه ومشروعه. ما نقوم به في (سين) ونفعله كاستراتيجية هو دعم أي نص جيد وجديد ونشره بصرف النظر عن عمر كاتبه وتجربته. وما نحاول القيام به هو الالتزام تجاه قارئنا بتقديم عدد أسبوعي متنوع وفق مستوى فني يرضينا ويرضي هذا القارئ.

ويختم خضر مذكرا بمفهوم الدعم والتشجيع التقليدي، بقوله: دعم التجارب الجديدة لم يكن بصفة مباشرة ولا تقليدية بل بضمهم داخل هذه الورشات الإبداعية التي تهتم بالإبداع الجديد الذي يحمل رؤيا إبداعية إنسانية ورؤية فنية متجددة وحديثة ولا أنسى جهد الأصدقاء المبدعين في الموقع في إثراء مساحات الحوار وخلق مواضيع كثيرة تناقش سواء حول نصوصهم أو بكتابة قراءات إبداعية حول نصوص المبدعين الجدد وأيضا دعم بعضهم وتشجيعهم بترجمة كثير من النصوص، هناك أقلام مميزة ومبدعة استطاعت خلال فترة تعتبر قليلة أن تكتب ما هو مفارق ومدهش وما يلفت، بل هي أقلام لابد أن تأخذ حقها ونصيبها في قراءاتنا وأن تخرج للقارئ الظمآن ما يدهشه ويسد رمقه في المغايرة.