تحاول الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من قوة، نزع الورقة الأخيرة من الجانب الفلسطيني، المتمثلة بمبدأ رفض الجلوس مع الجانب الإسرائيلي والتفاوض على نهاية قضيته.

فواشنطن لا تترك مناسبة إلا وتدعو الطرف الفلسطيني إلى لقاء الإسرائيليين، وتسعى إلى التناسي أن هناك لجنة رباعية دولية، هي وآخرون طرف فيها، وأن قرارات قد اتخذتها هذه اللجنة، تميل إلى الحق الفلسطيني، دون إن تسلم به.

بالأمس دعا الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لـ"تبادل مباشر للأفكار، على أن تكون البداية باجتماع تحضيري يؤدي إلى تقديم الاقتراحات حول الحدود والأمن، هذا هو هدفنا ونريد من كلا الطرفين العمل على اقتراحات ومن ثم التفاوض عليها مباشرة"، متناسيا أن اللجنة الرباعية دعت الجانبين إلى تقديم مقترحات مكتوبة قبل بدء المفاوضات المباشرة.

وفي ذلك نوع من التذاكي على الجانب الفلسطيني إذا ما علمنا أن ما يتمسك به الفلسطينيون ليس رفض الحوار من حيث المبدأ وإنما لتخطي الاحتلال كافة المبادئ التي أقيم عليها الحوار، وهو وقف الاستيطان أولا، والتفاوض على مبدأ الدولتين المتجاورتين، وهو كلام أميركي في حقيقة الأمر.

لم يتبق لدى الفلسطينيين الكثير ليقدموه على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين، سوى التشبث بأساسيات وثوابت المصالح الفلسطينية، وهي باختصار: دولة فلسطينية قابلة للحياة ورفض التوطين.