تتداعى كل الشكوك وتنخفض مسلمات التقدير وتصغر النفوس وتتضخم الأنا وتبرز البغضاء وتنهال التحزبات، حينما يكون الطرفان برتبة (عربي)، لكن تتبدل كل هذه الصفات السلبية عندما يكون الطرف المنافس (غـير عربي).. ما هذا؟.

حقيقة لا مراء فيها أضحت لزمة عربية مشينة في كل محفل يكون الطرفان المتنافسان عربيين، وتشهد على ذلك بأسى ردهات اليونسكو إبان تقديم السعودي الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله - على كرسي رئاسة المنظمة الدولية، وكذا تشهد أروقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على مثل هذه اللزمة العربية في وجه العربي القطري محمد بن همام وأمثلة كثيرة لا حصر لها يكون للعرب فيها نصيب مخجل تجعلنا أمام بقية شعوب الأرض نصغر و نتلاشى من الحرج!

آخر هذه الأثافي ما يحدث بسبب مكتسب معنوي لا غير، يتمثل في عمادة لاعبي العالم التي يتنازعها نجمان عربيان قديران هما الدولي السعودي المعتزل محمد الدعيع، والدولي المصري أحمد حسن، وذلك عقب تقارب الأرقام للمباريات الدولية، وأصبح النجمان بحكم التعادل الموقت لأن الدعيع معتزل، بينما حسن ما زال يركض مع المنتخب المصري.

مسألة رغبة كل واحد منهما الاستئثار بهذا المكتسب باسمه، فهذا حق مشروع ولا غبار عليه لأي منهما، وهما جديران بمثله وأكثر، إلا أن الخروج غير المرغوب فيه، أن يتقاذف الاثنان ما لا يستحسن من القول لمجرد أن اقتربا من الرقم 178 من المباريات الدولية.

وبحكم قربي من تحركات الدعيع، أستطيع القول إن ما صدر عن الدعيع من تصاريح لم تخرج إطلاقا عن الموقف الطبيعي وردة الفعل المشروعة، ولم يبد النجم الأسطوري السعودي أكثر من أنه سيسعى إلى تثبيت عدد من المباريات التي في حكم المباريات الملعوبة التي شارك فيها لكن إجراءات الجهة المختصة بالفيفا كانت ناقصة من الجانب السعودي تستوجب استيفاؤها، وهو ما يقوم به الدعيع حرفيا لا أكثر ولا أقل يا أيها العربي الحبيب أحمد حسن.

بالنسبة للنجم أحمد حسن، فقد ساءني جدا ما تابعته من ردود أفعال صادرة عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبالتحديد تلميحاته وتصريحاته وإيحاءاته بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيقوم بـ (رشوة) الفيفا كي يضاعف عدد مباريات الدعيع على حسابه، وبهذه البساطة الغريبة وغير المستساغة يتكلم أحمد حسن، في الوقت الذي تميل كل الظروف لصالحه لاستمراريته باللعب، وهو ما لا يتوافر للمنافس السعودي الخلوق محمد الدعيع.

ومثار استغرابي من تصريحات أحمد حسن هو ذلك الهبوط بالحديث والشكوك المبالغ فيها وسوء الظن المزعج، لدرجة وكأن مفاتيح أدراج إدارات وأقسام الفيفا معقودة بيد موظفي أمانة اتحاد الكرة السعودي، لقد كنت كبيرا يا أحمد حسن في عيوننا كمتابعين عرب لمشوارك الكروي الجميل، و نتمنى أن يكون هذا القول مجرد (زلة لسان) لن يطول زمن اعتذارك منها و تتبرأ من مدلولاتها، لسبب بسيط هو انتصار لمصداقيتك وأخلاقياتك قبل أن يكون لمسيرتك الكروية الطيبة، فضلا عن أنك لو تريثت برهة و استعرضت جملة القرارات الصادرة من الفيفا تجاه الكرة السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة سواء بحق أندية أو منتخبات لما خطر على بالك أن تقول هذا الحديث المشين.. يا كابتن أحمد!!

لقد كانت ظنونك يا كابتن أحمد حسن في غير محلها على الإطلاق، وتسرعك بالأحكام ستنقص من رصيدك الأخلاقي في نظر الكثيرين من زملائك النجوم والجماهير والإعلام الموضوعي.

عموما سننتظر منك كلمات الاعتذار التي تليق بمسيرتك وليس بمن رميتهم بالرشوة!