انتقد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية الأمير تركي الفيصل، الخطط السابقة التي جاءت لمواجهة البطالة، مشيراً إلى أن قرارات الملك عبدالله الجمعة الماضية فيما يتعلق بتوفير فرص عمل للشباب هي المنقذ وإحدى الأدوات الصحيحة لحل تلك المعضلة، وأن فرص العمل في المملكة كبيرة جدا، مستدلا بوجود 8 ملايين عامل أجنبي فيها، وهو ما اعتبره معادلة تصعب استساغتها.

وحين سأل الصحفي بارك لينك أمام جمهور منتدى جدة الاقتصادي أمس، عن حقوق المرأة السعودية ومستقبلها؟ رد عليه الفيصل سريعا وبثقة "نحن فخورون بالمرأة السعودية فهي التي تمسك بزمام الأسرة وتحفظ للمجتمع نمطه التقليدي" ومؤكدا "نحن جميعاً نقدر النساء في المملكة".

في حين لفت محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر إلى أن المملكة تستخدم فوائض الميزانية لتحقيق التنمية الاقتصادية. وتقاطع المتحدثون في المنتدى، الذي يدخل يومه الثالث اليوم، مع التعليم والمرأة مرارا في جلسات أمس، إذ طالبوا بإعادة النظر في مخرجات التعليم، وتوسيع مشاركة المرأة في سوق العمل.




بدا الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية أكثر وضوحاً وهو يتحدث عن المواطنة المزدهرة في الجلسة الثالثة لمنتدى جدة الاقتصادي أمس، إذ ابتعد عن التصنيفات والتعريفات التقليدية، مستهلا حديثه بالمثل الشهير "الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان"، مبينا أنه مثال صادق عما يمكن القول عنه مواطنة مزدهرة، مؤكداً أن الأمن إذا فقد فقدت معه مقومات الازدهار.

وحضرت البطالة والمرأة السعودية ومجلس الشورى بقوة خلال حلقة النقاش التي أدار محاورها الإعلامي تركي الدخيل، وتناثرت علامات الاستفهام بقوه أمام رؤس الحاضرين حين خرج الصحفي بارك لينك ليسأل الأمير تركي عن حقوق المرأة السعودية ومستقبلها وهل هناك مساحة للتغير؟ غير أن الأمير أجاب الصحفي الأمريكي بسرعة قائلا "نحن فخورون بالمرأة السعودية فهي التي تمسك بزمام الأسرة السعودية وتحفظ للمجتمع نمطه التقليدي، وكانت السيدات الأسعد بحديث الأمير تركي عنهن، فيما ختم إجابته بالقول "نحن جميعاً نقدر النساء في المملكة".

وعرج الأمير تركي للحديث عن البطالة، مشيراً إلى أن قرارات الملك عبدالله الأخيرة فيما يتعلق بتوفير فرص عمل للشباب إحدى الأدوات الصحيحة لحل هذه المعضلة.

وأضاف أن فرص العمل في المملكة كبيرة جدا والدليل وجود 8 ملايين عامل أجنبي في المملكة، غير أن هذه المعادلة يصعب علي استساغتها وما زلنا نفقد الإجابة الصحيحة.

وتابع أستغرب إحجام البنوك التجارية من عدم فتح باب القروض للمؤسسات المتوسطة والصغيرة، مبينا أن فتح المجال للقروض سوف يوفر فرص عمل كبيرة للمواطنين والمواطنات.

وعاد ليؤكد أن المواطنة لا بد أن تشمل جميع المجالات وليست الاقتصاد فقط، فمجتمع بدون فكر وثقافة لا يرتقي إلى الطموحات التي نسعى اليها في هذه البلاد، مشيراً إلى أن المملكة لديها مستقبل زاهر ويكمل في أبنائها وبناتها الحاضرين اليوم في المنتدى الاقتصادي.

وقال الأمير تركي "لا أرى بداً في أن يشارك المواطنون في اختيار أعضاء مجلس الشورى ليتحول إلى مجلس انتخابي يشارك المواطن في اختيار أعضائه كما هو حاصل في المجالس البلدية".

ورغم غياب المرأه السعودية عن جلسات اليوم الثاني غير أنها حضرت وبقوه خلال الجلسة الثالثة وكأنها ترد بقوة على ما أثاره الصحفي الغربي، حيث بعث الدكتور أبو بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز رسالة خاصة للمتوجسين من المرأة، مؤكداً أن المرأة تحولت إلى قضية مجتمع وكفانا حديثا عنها، مبينا أن نضال المتوجسين من المرأة لن يأتي بنتيجة، غير أنه نصح المرأة السعودية بالعمل والمثابرة.

وتحدث باقادر عن الطبقة الوسطى ومستقبلها في المملكة قائلا "المجتمع السعودي مجتمع انتقالي غادر التقليدية وأصبح لاعباً أساسيا في المجتمع الحديث".

وجاءت محافظة عفيف وسط المملكة حاضرة على لسان باقادر ليستشهد بها كنموذج للتغير المجتمعي في المملكة وتحولت من قرية صغيرة إلى بلدة تمتلك مقومات المدن الكبيرة في المملكة من حيث المشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية في البلاد.

وفي سؤال للإعلامي تركي الدخيل حول أدوار الطبقة الوسطى في المجتمع الانتقالي قال إن الكتلة السكانية الكبرى والتي تمثل 85% من سكان المملكة يقطنون المراكز الحضرية وهي محور التنمية والنواة الأساسية لمجتمع الغد في المملكة.

وأوضح أن القرارت الملكية الأخيرة واحدة من أهم المقدرات التي ستدفع سريعا إلى تحسين الطبقة الوسطى كونها المحرك الأساسي في المجتمعات الأخرى.

من جانبه أكد غسان الكبسي الخبير في شركة ماكنزي المشارك الثالث في الجلسة ذاتها أن الإحصاءات والأرقام تؤكد أن 80% من العاملين في السوق السعودي موجودون في القطاع الحكومي.