دشن منتدى جدة الاقتصادي عقده الثاني بلسان عربي فصيح، حين طُلب من كافة المتحدثين العرب الالتزام بتقديم أوراقهم بلغتهم الأم، بغية استثمار المحفل الدولي، في دورته الحادية عشرة، لتسويق اللغة العربية.
ورعى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل انطلاق أعمال منتدى جدة الاقتصادي 2011 بفندق هيلتون جدة أمس، بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.
وطغت الأوامر الملكية الـ20 التي أعقبت كلمة خادم الحرمين الشريفين لشعبه أول من أمس على الكلمات الافتتاحية لمنتدى جدة الاقتصادي، إذ ربط رئيس غرفة جدة صالح كامل بين الأفراح التي تعم الشعب السعودي بعودة مليكهم والأوامر الملكية وانطلاق الحدث العالمي، فيما وصف وزير الصناعة والتجارة عبدالله زينل المرحلة الراهنة محليا بالنهضة الاقتصادية.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، فحرص على استخدام كلمة "آبي" كلما تطرق في كلمته إلى خادم الحرمين. والكلمة في اللغة التركية تعني "الأخ الأكبر".
وأشار إردوغان إلى المكانة الكبيرة التي يشغلها الملك عبدالله في نفوس زعماء العالم، بنظرته الثاقبة التي من ضمنها سعيه إلى تأصيل ثقافة الحوار بين الأديان ودعم مسيرة السلام.
ومرتجلا، اختار الأمير خالد الفيصل الشعر، وقال "اهنأ يا وطن.. فالملك يحب المواطن، والمواطن يحب الملك. اهنأ يا وطن.. فالملك يفخر بالمواطن، والمواطن يفخر بالملك. اهنأ يا وطن.. فالملك يثق بالمواطن والمواطن يثق بالملك".
واختتم الأمير خالد الكلمات الافتتاحية لمنتدى جدة الاقتصادي بالقول: جدة ليست اقتصادا فقط. جدة تاريخ، وجدة حضارة، وجدة مجتمع، وجدة حاضر، وجدة مستقبل، وجدة، أيها الإخوة والأخوات قادمة.. جدة قادمة بعون الله، ثم بإرادة القيادة وبعزيمة أهل جدة.
رفض أمير مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الخروج من قاعة منتدى جدة الاقتصادي، دون أن يضع بصمته المعهودة ليحرك بها حواس الجميع بأبيات خصصها لهذا الحدث العالمي، وقال الأمير خالد أثناء رعايته لمنتدى جدة الاقتصادي 2011 "اهنأ يا وطن فالملك يحب المواطن والمواطن يحب الملك .. اهنأ يا وطن فالملك يفخر بالمواطن والمواطن يفخر بالملك ..اهنأ يا وطن فالملك يثق بالمواطن والمواطن يثق بالملك".
ورحب الأمير خالد الفيصل بالضيف الكبير للمنتدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قائلاً "أرحب بضيفنا العزيز دولة الرئيس رجب طيب إردوغان وأصحاب السمو والمعالي والضيوف الكرام".
وقدم الأمير خالد الفيصل الشكر والتقدير لكل من حضر وشارك في هذا المنتدى، وقال "أشد على يد كل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذا المنتدى، ومنتدى جده الاقتصادي أصبح معلما للإنجاز على شاطئ جدة ..ولكن جدة ليست اقتصادا فقط فجدة تاريخ وحضارة ومجتمع وحاضر ومستقبل ..جدة أيها الإخوة والأخوات قادمة"، ليكرر "جدة قادمة" ثلاث مرات مختتماً كلمته بقوله جدة قادمة بإرادة القيادة وعزيمة أهلها.
وفي كلمة لرئيس غرفة جدة صالح كامل قال فيها "لقد أخذت على عاتقي ووعدت أمير منطقة مكة المكرمة العام الماضي ببذل أقصي جهد للارتقاء بعروس البحر الأحمر لتكون عروساً في شتى المحافل، وتم إنشاء صندوق وقفي للمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر والأسر المنتجة بقيمة 200 مليون ريال حيث تم طرحها على أصحاب الأعمال في جدة وقد جمعنا حتى الآن 61 مليون ريال من أصل المئة, إلى جانب إنشاء شركة فرص السعودية برأس مال 200 مليون ريال وهي شركة رأس المال المبادر, مهمتها البحث عن فرص الاستثمار وتهيئتها وترخيصها".
وأشار كامل إلى أن الخطط والبرامج التي وضعت وجهزت في هذا الشأن ستولد هذا العام 50 ألف فرصة عمل.
وأعقب كلمة صالح كامل عرض مرئي عن تاريخ وحكاية المنتدى من بدايته وحتى الآن، ثم تحدث عبدالله زينل علي رضا وزير التجارة والصناعة الذي قال إن المنتدى أصبح سمة من السمات المميزة لنشاط قطاع الأعمال في المملكة، مضيفا "إن العولمة الاقتصادية أدت إلى حرية التبادل التجاري بين دول العالم، ولهذا فإن نجاح اقتصاد أي دولة من الدول يعتمد في مقدرتها على إيجاد الآليات والأنظمة لاغتنام الفرص التي تنتج عن العولمة، المتمثلة في فتح الأسواق العالمية أمام منتجاتها المختلفة دون قيود".
وأوضح زينل أن من نتيجة العولمة الاقتصادية تأثر الاقتصاد العالمي إيجاباً أو سلباً بما يدور حولنا في دول العالم من أحداث سياسية واقتصادية وبيئية، وقال "لكن التأثير السلبي لهذه الأحداث يكون أقل في الدول التي توافرت لها مقومات الصمود أمام مثل هذه التحولات".
وقال زينل: "إن العالم واجه تراجعاً في الطلب على السلع والخدمات خلال العامين الماضيين وكثيراً من البلدان استسلمت للضغوط المحلية وبدأت في تطبيق إجراءات وتدابير حمائية للتجارة الأمر الذي انعكس سلباً على بعض صادرات المملكة من هذه الممارسات، ونحن كأعضاء في مجموعة العشرين عملنا على عدم السماح لهذه الممارسات الحمائية، ولا شك أن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة ما كان أن يكتب لها النجاح لولا ثقة الشعب بصفة عامة والفعاليات الاقتصادية بصفة خاصة بالقرارات التي اتخذتها الدول وتفاعلهم معها لحل المشكلات الاقتصادية".
عقب ذلك كرم سمو أمير منطقة مكة المكرمة وزير التجارة والصناعة، ثم الشريك الأكاديمي الشريك الاستراتيجي وهو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومركز ماكنزي العالمي كشريك معرفي، وصحيفة "الوطن" كشريك إعلامي رئيسي ، إلى جانب باقي الرعاة والداعمين للمنتدى.