تفاءلت بفوز كبير للأهلي على الاتحاد عندما كان الرمز الشاهق الأمير خالد بن عبدالله مع الفريق طيلة الأسبوع الماضي، فكلما شاهدت أبافيصل في النادي يتابع تدريبات الفريق الأول ويجتمع باللاعبين ويؤازرهم، تغمرني طمأنينة وادعة ويسري في عروقي شعور الارتياح بأن الأهلي بخير ولن يمسه سوء بإذن الله ثم بوجود كبيره خالد.

عشية الديربي، وتحديداً مساء الأربعاء، كان خبر تواجد الرمز مع اللاعبين مرة ثانية أو ثالثة في نفس الأسبوع هو الطاغي في التقارير الإعلامية، والواقع أن سموه موجود دائماً يتنقل بين حاضر الأهلي ومستقبله، بين الأكاديمية ومركز الناشئين والشباب والفريق الأول والأولمبي! أرسلت ليلتها للزملاء والأصدقاء والمتابعين ومحبي الكرة، أهلاويين وغير أهلاويين، أقول لهم "الأمير يحضر الليلة أيضاً: الأهلي أحلى وأجمل وأكثر صدقاً بخالد بن عبدالله"! وجاءتني الردود من كل مكان، ومن غير الأهلاويين تحديداً، تؤمن على هذا الكلام وتؤيده بشدة، لكن أكثر ما أعجبني هو رد الزميل أحمد الشمراني حين قال "أكثر حياة أيضاً"!

لم تكن المباراة 3 نقاط كما يزعم أفراد المعسكرين! كانت 3 نقاط على الورق وفي جدول الدوري، لكنها، في الحقيقة، أكبر وأهم من ذلك بكثير. هي بطولة خاصة وديربي بطعم النهائي. وهي بطولة خاصة لأن الأهلي الكبير كان يحتاج إلى الفوز في هذه المباراة بالذات لا لتأكيد علو كعبه على الاتحاد، وإنما ليواصل الانطلاقة نحو المنافسة بقوة على لقب الدوري! وهو، أي الفريق الأهلاوي، لا ينقصه شيء لتحقيق درع زين سوى أن يعود لاعبوه إلى شريط المباراة ويطيلوا التأمل في الشوط الأول من نزال الاتحاد وكيف كانت كرتهم أكثر سلاسة وسرعة وخفة حين يتفرغون لممارسة متعتهم كرة القدم وحين تكون أرواحهم حاضرة بتجل وإخلاص ومثابرة! ثم على الإدارة أن تظل يقظة فلا يغريها برد شهر يناير بالنوم عن إصلاح دكة البدلاء وجلب لاعبين محليين جيدين لعلاج خلل الدفاع ولجعل الاحتياط أكثر حيوية وفتوة ورغبة في النجاح!! هذا خيار لا بد منه إذا أراد الأهلي إكمال المنافسة المحلية بشراسة ونفس أطول وإذا أراد أيضاً أن يمضي بعيداً في دوري الأبطال الآسيوي!.

وعودة لأحداث نزال ليلة الجمعة، قال المعلق عامر عبدالله إن الأهلي له لون الحياة وقد قلتها قبله كثيراً هنا وفي كل مكان، ولو كان لي من الأمر شيء لجعلت حروفي وكلماتي هذه تطبع كما هي خضراءَ باهيةً زاهيةً بلون هذه البلاد الخضراء، بلون أرضها وبلون حياتها وبلون ناديها وسفيرها الملكي الكبير الأهلي. فما أجمل اللون الأخضر وسط هذا السواد العظيم!! كما أن لغتي خضراء وبلادي خضراء تماماً مثل "الأهلي" وخضراء مثل كل خيرات الله في اليابسة وفي البحر أيضاً كأشجار المنغروف!! و(الأهلي) خير عميم، يلعب كرة مدهشة حين يريد وحين يكون مزاجه في قمته مثل كل الفنانين العظماء!!

ولهذا أعذر الإعلام الاتحادي والصحافة الصفراء حين تنسب فوز الأهلي إلى الحظ في طروحات بعض عواجيزها! فيما لمح بعضهم إلى سحر أخضر، وهم على حق لأن الأهلي أكثر الأندية حظاً بوجود رمزه العظيم لدرجة أن عضو شرف في نادي الاتحاد قال لي بعد المباراة سيصبح الاتحاد مثل النصر لأن الاثنين لا كبير لهما، ولو كان للاتحاد كبير بحجم خالد بن عبدالله لتربعنا على عرش مجد آسيا للكرة والفن والأخلاق. أما سحر الأهلي فهو الحلال بعينه، لأن فن الراقي هو عرق لاعبيه حين يسيل بالكر والفر والجهد والبذل داخل الملعب ووسط الميدان، كما رأيتموه مساء الخميس الماضي، لا خزعبلات الزمن القديم والجهل الفاضح!.

ألف مبروك لكل الأهلاويين ولكل محبي الكرة النظيفة الجميلة، وحظاً أوفر للاتحاد وجماهيره. شكراً لنجل فنان العرب "عبدالرحمن محمد عبده" على تلك الأهزوجة الرائعة التي ختم بها بدر تركستاني تلك الليلة المثيرة الماتعة عندما غنى: "تيجي وتتحدى هنا ليه؟/ هذا الأهلي حضر بيه/ والملك شاهد عليه"!