بدأ بالفعل العد التنازلي لشطب البورصة المصرية من المؤشرات العالمية، وسط حالة من القلق والترقب لدى الخبراء والمراقبين بسوق الأوراق المالية المصرية، إذ إنه مع بلوغ يوم 28 من شهر مارس الجاري، تكون البورصة المصرية قد أتمت جلستها الـ 40 من الإغلاق، وهو ما قد يدفع بالبورصة للانتقال من درجة إلى درجة أقل، إذ إنها تأتي في المستوى الثاني الذي حدده مؤشر "مورجان ستانلي" الاقتصادي، الذي قسم البورصات العالمية إلى 3 درجات هي "المبتدئة" و"الناشئة" و"المتقدمة"، وبالتالي هروب الاستثمارات من السوق المصري.

وقال رئيس مجموعة الأبحاث في بنك الاستثمار الإقليمي" سي آي كابيتال" عمرو الألفي لـ"الوطن" :"إن طول فترة إغلاق البورصة المصرية لمده تجاوزت خمسة أسابيع، أدخلها في بؤرة الشطب من المؤشرات والتصنيفات العالمية، والذي بدأ العد التنازلي له متوقعًا أن يقوم مؤشر مورجان ستانلي باتخاذ إجراءاته بالشطب الاثنين بعد المقبل".

وأشار الألفي إلى أن خروج البورصة من المؤشرات الدولية، سيعقبه خروج المؤسسات والصناديق العالمية من السوق المصرية وهو ما سيضيف أعباء إضافية إلى أعباء البورصة التي خسرت في يومين 85 مليار جنيه، وبالتالي متوقع خروج مابين 8.5 إلى 9 مليارات دولار، إذا تم شطب البورصة من المؤشرات العالمية وبالتالي يصعب تعويض الخسائر.

وأضاف الألفي أن طول فترة تأجيل موعد استئناف عمل البورصة، أوجد نوعًا من عدم المصداقية لدي المستثمرين وخاصة الأجانب، الذين استشعروا بأن هناك خطرًا يهدد استثماراتهم في البورصة المصرية قد يدفعهم لموجة بيع عند استئناف التداول، لعدم ضمانهم ما ستكون عليه السوق على المدى القصير وطال متوسط الأجل. من جانبه وصف مدير إدارة السندات وأذون الخزانة ببنك الاستثمار "بلتون" القابضة مصطفى العسال، شطب البورصة المصرية من المؤشرات الدولية بالأمر الخطير، مشيراً إلى أن مثل هذا الإجراء سيؤدي إلى خروج سريع للاستثمارات الأجنبية من البورصة المصرية، مما قد يكبد البورصة خسائر إضافية إلى جانب خسائرها السابقة تتجاوز مستوى 9 مليارات دولار أغلبها لمستثمرين أجانب.

وأكد أن المستثمرين الأجانب بعد تجميد أموالهم في البورصة لمدة شهر ونصف، أفقدهم الثقة في الوقت الحالي في البورصة المصرية وهو ما قد يدفعهم للبيع. وتبلغ القيمة السوقية للبورصة المصرية نحو 17 مليار دولار حتى 20 من يناير، تشكل 0.4 % من قيمة مؤشر "أم.أس.سي.آي" للأسواق الناشئة التي تبلغ أربعة تريليونات دولار. والبورصة المصرية مقيدة بالعديد من المؤشرات الدولية العالمية المهمة، أبرزها مؤشر "مورجان ستانلي" الذي تأتي من خلاله استثمارات ضخمة بالسوق المصري من خلال الصناديق، ومن المنتظر أن يتخذ "مورجان ستانلي" قرارا بشأن شطب البورصة المصرية في 24 من مارس الجاري.