كشف مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية عن وجود وساطة خليجية تقودها السعودية لحل الأزمة في اليمن بين الرئيس علي عبدالله صالح ومعارضيه الذين يطالبونه بتحديد جدول زمني لرحيله عن السلطة. وأكد أن هذه الوساطة "مرحب بها على الدوام". وأشار المصدر إلى أن "هناك تواصلا مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي حول تلك الوساطة لما فيه مصلحة اليمن والمنطقة". وفي المقابل قال النائب البرلماني الشيخ حميد الأحمر، الذي يعد من أشد خصوم الرئيس صالح "مرحلة الحوار مع السلطة قد فات أوانها خاصة بعد المجازر التي ارتكبت في حق المتظاهرين والمعتصمين التي آخرها مجزرة جمعة الإنذار التي خلفت أكثر من 50 قتيلاً وعشرات المصابين".

إلى ذلك انضم قادة المعارضة المنضوية في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك إلى المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وكان في مقدمتهم الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني والأمين العام للجنة التحضيرية للحوار حميد الأحمر.

في هذه الأثناء تفاجأ النظام وحزب المؤتمر الشعبي بحجم الاستقالات التي تقدمت بها قيادات في الحزب والحكومة والمؤسسات الرسمية والسفارات ووزراء سابقين احتجاجاً على "مجزرة صنعاء" أول من أمس وانضمامهم إلى المطالبين بإسقاط النظام. حيث استقال فيصل أبو رأس من منصبه كسفير لليمن في لبنان، بالإضافة إلى رئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الرسمية نصر طه مصطفى، ورئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية الصادرة بمحافظة تعز، ورئيس الهيئة العامة للكتاب فارس السقاف، ومحافظ شبوة السابق وعضو مجلس الشورى الحالي محمد صالح قرعة، وآخرين.

إلى ذلك أكد وزير الخارجية أبو بكر القربي أن قرار مجلس الدفاع الوطني بإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً "جاء بهدف منع أي مظاهر مسلحة في عواصم المحافظات ولوقف أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار بما يتيح للحكومة تحمل مسؤوليتها الكاملة في الحفاظ على سلامة المواطنين". وقال لدى لقائه سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى اليمن الذين أطلعهم على آخر المستجدات في الساحة المحلية، إن الرئيس صالح وجه بتشكيل لجنة تحقيق محايدة بشأن الحادث ودعا أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك والشباب المعتصمين للمشاركة في لجنة التحقيق سعيا للكشف عن ملابسات الحادث.

وبدأت الحياة في ساحة التغيير بصنعاء تعود إلى طبيعتها، ولم تسجل صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن باستثناء مدينة عدن حيث سقط عدة جرحى في المواجهات التي وقعت بين المعتصمين في شارع مدرم وقوات الأمن. وقالت مصادر محلية إن ما يزيد عن 6 أشخاص بينهم امرأة أصيبوا بجروح في محاولة اقتحام الأمن لمخيم المعتصمين بمدينة المعلا. وأشارت إلى أن الآلاف بالمعلا نظموا أمس اعتصاما احتجاجيا تنديدا بأعمال العنف التي طالت المعتصمين بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء "على أيدي أنصار النظام من قناصة وجنود"، وطالبوا بإسقاط النظام.