توجه أمس ملايين المصريين، على مستوى الجمهورية في مشهد غير مألوف على الحياة السياسية في البلاد، للإدلاء بآرائهم في التعديلات الدستورية المقترحة التي احتدم الجدل حولها بـ"نعم" أو "لا"، وسط بعض التجاوزات المتمثلة في وجود العديد من بطاقات الاستفتاء غير الممهورة بختم اللجنة القضائية، وتحريض من جانب الإخوان، والمسيحيين للتصويت.
وشهدت مراكز الاقتراع إقبالا غير مسبوق من الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة، منذ الصباح الباكر أمام المقار الانتخابية، كما حرصت الأسر على الذهاب في جماعات، تعلوا وجوههم الفرحة، للمشاركة في أول ممارسة للديموقراطية عقب ثورة "25 يناير" التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وحال الزحام الشديد الكثير من المسؤولين والشخصيات العامة للإدلاء، مما دفع بعضهم للانصراف بحثا عن مكان آخر.
واضطر رئيس حكومة تصريف الأعمال شرف، إلى عدم الالتزام بالطابور الطويل الذي اصطف خارج مدرسة جمال عبدالناصر بمنطقة الدقي، مما اضطره للاستئذان من الناخبين للإدلاء بصوته، نظرا لارتباطه بمواعيد عمل كثيرة. وطمأن شرف الناخبين الذين تجمعوا حوله بأن التصويت بـ"نعم" أو "لا" لن يؤثر على الوضع الحالي لمصر، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مستعد بالبدائل.
وأكد على نفس النتيجة نائبه الدكتور يحي الجمل، وهو يدلي بصوته، وقال "إذا خرجت نتائج التصويت بـ"نعم" فإن ذلك يعني أنه سيتم إقرار التعديلات الدستورية، وفي حال خرجت نتيجة التصويت بـ"لا" فسيتم عمل إعلان دستوري يحكم البلاد من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة لحين وضع دستور جديد في هذه الفترة الانتقالية".
ومن بين المرشحين المحتملين للرئاسة، أدلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بصوته في مدرسة "قصر الدوبارة"، ووصف "إقبال المصريين الشديد على التصويت بأنه ممارسة حقيقية للديموقراطية، مقارنة بما سبق". ورشقت مجموعة من "البلطجية" بعد ظهر أمس المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي أثناء قيامه بالإدلاء بصوته بمساكن الزلزال في منطقة المقطم. وفوجئ البرادعي أثناء نزوله من سيارته بمجموعة كبيرة من البلطجية ترشقه بالحجارة، لكنه لم يصب.