وجه الرئيس الأميركي باراك اوباما إنذارا واضحا إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، مهددا بعملية عسكرية إذا لم يلتزم بوقف إطلاق النار وينسحب من معاقل الثوار، مؤكدين أنهما مطلبين غير قابلين للتفاوض.

وعلى الفور، لقي الإنذار دعم فرنسا وبريطانيا ودول عربية. وكانت هذه الدول وراء استصدار قرار في الأمم المتحدة لفرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين.

وقال اوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض "لدينا كل ما يشير إلى أن القذافي يمكن أن يرتكب تجاوزات بحق شعبه لو لم يوضع له حد. يمكن أن يموت الآلاف، وان تنشا عن ذلك أزمة إنسانية".

إلا أن اوباما لم يوضح الدور الدقيق الذي تريد واشنطن أن تلعبه ضد ليبيا ابعد من مساعدة شركائه العرب والأوروبيين على فرض منطقة حظر جوي "فعلي" وحماية المدنيين.

لكنه أكد بشكل واضح أنه لن ينشر قوات برية أميركية في ليبيا وشدد على أن واشنطن التي ما زالت تدفع ثمن غزو العراق في 2003 لن تقوم باي خطوة احادية الجانب.

وجاءت تصريحات اوباما عشية قمة "حاسمة" للاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث تحرك عسكري محتمل في ليبيا.

وتحضر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضا هذه القمة.

وقال اوباما إن "الولايات المتحدة مستعدة للتحرك كجزء من التحالف الدولي".

وأكد ان "الدور القيادي للولايات المتحدة أساسي لكن هذا لا يعني أن علينا أن نتحرك وحدنا. هذا يعني تهيئة الظروف ليتحرك المجتمع الدولي معا".

وتابع أن "هدفنا واضح وقضيتنا عادلة وتحالفنا قوي".

وتابع الرئيس الأميركي أنه إذا لم يحترم القذافي قرار مجلس الأمن الذي يطلب وقفا تاما لإطلاق النار والمطالب الأخرى، فسيواجه "عواقب" ذلك.

وقال إن "الشروط (القرار) ليست قابلة للتفاوض. إذا لم يمتثل القذافي للقرار، فان المجتمع الدولي سيتحرك. وسيتم تطبيق القرار عبر تحرك عسكري."

وشدد الرئيس الأميركي على أنه "تم تحذير القذافي بصورة كافية" لوقف الأعمال العسكرية.

وشدد على ضرورة أن يعيد القذافي إمدادات "المياه والكهرباء والبنزين" ويسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس لشبكة سي إن إن الأميركية أن قوات الزعيم الليبي تنتهك قرار وقف إطلاق النار الذي اقره مجلس الأمن الدولي الخميس.

وقالت رايس ان القذافي "ينتهك" القرار 1973، منذرة بأن النص "يفرض وقفا فوريا لإطلاق النار ولكل العمليات القتالية. كما يمنع القرار الطيران فوق ليبيا".

وأضافت أن "الرئيس (اوباما) وجه إنذارا بمفعول فوري وبموجبه على القذافي أن يعلن وقفا لإطلاق النار".

وحذر اوباما من أن القذافي اظهر إرادة في استخدام "القوة الوحشية" خلال عقود حكمه الأربعة كما تبين في الأيام الأخيرة أنه لا يظهر "أي رحمة أو تسامح" حيال مواطنيه.

وطالب اوباما الزعيم الليبي بإثبات حسن نيته بوقف تقدم قواته.

وأوضح "هذا يعني ضرورة وقف كل الهجمات على المدنيين. يجب أن يوقف القذافي تقدم قواته نحو بنغازي (معقل المعارضة) وسحبها من أجدابيا ومصراتة والزاوية".

كما طلب منه "إعادة الكهرباء والمياه والغاز إلى كل المناطق".

وفور انتهاء كلمته، وجهت باريس ولندن ودول عربية إنذارا مماثلا إلى القذافي مشددة على ضرورة وقف القتال "على الفور" تحت طائلة التدخل العسكري تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي.

وقالت هذه الدول في بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية أن "القرار 1973 لمجلس الأمن الدولي يفرض التزامات واضحة ينبغي احترامها".

وقال البيان إن "ينبغي تطبيق وقف إطلاق النار فورا وكل الهجمات على المدنيين يجب أن تنتهي".

وأكد أنه "على القذافي وقف تقدم قواته إلى بنغازي وسحب هذه القوات من اجدابيا ومصراتة والزاوية"، مشددا على أنها مطالب "غير قابلة للتفاوض".

من جهة أخرى أوضح اوباما انه طلب من وزير الدفاع روبرت غيتس والجيش الأميركي "تنسيق" الخطط لتنفيذ قرار الأمم المتحدة.

كما أجرى مشاورات في البيت الأبيض مع أهم أعضاء الكونغرس لتحديد خطة التحرك.

وقال الناطق باسم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد إن "القذافي فقد شرعيته وإزاحته أصبحت مسألة وقت."

وأضاف "مع شركائنا سنعمل على تأمين المرحلة الانتقالية بعد القذافي لتجنيب شعب ليبيا مزيدا من المعاناة".

وأكد السناتور جون كيري وهو حليف ديموقراطي آخر للرئيس الأميركي أن "إنذار اوباما إلى القذافي هو الرسالة الصحيحة. يجب وقف العمليات العدائية على الفور".