اتصل الزميل الأستاذ محمد الأمير، يسألني: هل اطلعت على التصريح الذي نشره أحد الباحثين، ويصف فيه متعاطي القات بأنهم مِثليّو الجنس وفق نتائج بحثه؟ ثم توالت الاتصالات الساخطة بعد ذلك.. ولما رأيت عدداً من الكتاب تناولوا الموضوع؛ انتظرت رد الباحث عليهم، لعلي أفهم منه كيف أجرى هذا البحث، لكنه لم يرد.
منذ عدة سنين وأنا أحاول إجراء بحث علمي للتحقق من (فرض) وجود علاقة ارتباطية (دالة) بين تعاطي مادة القاتين الموجودة في نبتة القات، وبعض المناشط الاجتماعية والأدبية لدى المجتمعات العربية، وحتى الغربية التي أخذ ينتشر فيها القات كإيطاليا وبريطانيا وأميركا عن طريق بعض الجاليات اليمنية والإثيوبية؛ إلا أنه لم تتوافر لي الأدوات العلمية، ولذلك أود من الباحث الكريم أن يخبرني كيف استطاع هو إجراء دراسة معقدة كهذه، تمخض عنها وجود علاقة ارتباطية بين تناول القات والمثلية الجنسية، كما أطلب منه موافاتي بنسخة من بحثه، مع أدوات إجراء الدراسة، ومقاييس الاختبار، ومعدل الثبات والصدق الإجرائيين، وضبط متغيرات العينتين (التجريبية والضابطة) التي أكدت له صحة فرضيته، هذا إن كان أجرى دراسة علمية.
وأقول للباحث: لقد سمعت إساءتك لمجتمعك؛ فوجدت من الصعوبة تمريرها دون أن تؤكد لنا وللباحثين وطلبة العلم الذين سينقلون علمك هذا إلى كل أنحاء العالم، أو أن تعتذر ـ بشجاعة ـ في نفس الصحيفة عما ادعيته، فنحن نحترمك كباحث، أما القات ـ ومع بغضي له ـ فلا يصل إلى مس شرف مجتمعك رجالاً ونساءً كما أجابتك الكاتبة ليلى خالد.. ثم هلا قرأت ما قاله الزميل الأستاذ تركي الدخيل عن مجتمعك!
أسأل الله أن يغفر خطايانا، ولا أظن مجتمعك سيغفر خطيئتك ما لم تعتذر عن فعلتك.. أنا في انتظار موافاتي بما طلبته منك، أو أن تقبل بمناظرة علمية حول بحثك هذا.