يختلف صالون الكتاب في باريس هذا العام عما سبقه من معارض للكتاب في فرنسا، حيث يحتضن الصالون بدءا من أمس وحتى الواحد والعشرين من مارس الحالي، خمس تظاهرات ثقافية لكل منها خصوصيتها. فبداية لا يحتفي صالون العام ببلد واحد كضيف شرف بل بخمس دول من دول الشمال التي تتميز بثرائها الأدبي والإبداعي. من هنا وجه القائمون على الصالون الدعوة لما يقرب من أربعين كاتبا من الدنمارك وفنلندا والنرويج وآيسلندا والسويد، الذين يعدون الضيوف الأساسيين للصالون في تظاهرته الحادية والثلاثين. وتحظى هذه الجزئية من التظاهرة برعاية المنظمين لصالون الكتاب والمركز الوطني للكتاب بالتعاون مع المعهد الفرنسي والاتحاد الوطني للنشر وشبكة من مراكز الأدب لدول الشمال.

أما التظاهرة الثانية فتختص بالاحتفاء ببوينس آيرس المكان الذي كان مصدر إلهام لأكبر الكتاب، والتي أختارتها منظمة اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب للعام الحالي، لذلك يعمل الصالون على مساعدة الزائر على اكتشاف هذه المدينة الأدبية من خلال مخيلة أكثر من عشرين كاتبا ينتمون للمدينة التي تعد مركزا سياسيا وثقافيا كبيرا إلى جانب أنها بلد مليء بالمفارقات. التكريم الثالث خلال الصالون هو لثقافة بلاد ما وراء البحار خصوصا أن هذا العام 2011 هو عام ثقافة هذه البلدان برعاية وزارة أقاليم ما وراء البحار.

من جهة أخرى، يخصص صالون الكتاب في باريس للعام الحالي مساحة كبيرة للاحتفاء بأعمال التشويق والإثارة (القصص المثيرة، كتب التشويق، وقصص الخيال)، وتضم هذه المساحة قائمة بالمعارض والعروض والمناقشات والعديد من التعاقدات مع دور النشر. الاحتفاء الخامس مخصص للكتب المنشورة على هيئة سلاسل متتالية وحققت نجاحا لافتا مثل (سلسلة هاري بوتير).

ومن خلال أيام الصالون يمكن اكتشاف مدى التنوع في الإجراءات المتخذة من أجل العمل على تعزيز الكتاب والقراءة، وذلك في المساحة المخصصة لبلدية باريس.

ويؤكد القائمون على صالون العام أن هذه التظاهرة إلى جانب احتفائها بأكثر من إبداع يمكن أيضا للزائر التعرف على أحدث الكتب والمشاركة في العديد من المناقشات مع أبرز المبدعين المعاصرين. أيضا، للسنة الرابعة على التوالي، يخصص الصالون مساحة كبيرة للقراءات والنشر الرقمي على الأجهزة المحمولة والكتاب الإلكتروني، وسيخصص العديد من الندوات حول وسائل الإعلام على الإنترنت وأهمية التكنولوجيا الرقمية في مراحل التعليم المختلفة. إضافة إلى مساحة خاصة بالاحتفالات الثقافية مثل الموسيقى، لقاءات مع كبار نجوم الأدب والكوميديا والخيال، وهي مساحة يعتبرها القائمون على الصالون مساحة متحركة مليئة بالحياة. ويتميز الصالون دائما بالمساحة ترعاها وزارة التربية الوطنية والشباب والحياة المجتمعية، ومخصصة للزوار الصغار من سن 6 حتى 12 عاما.