اختلطت مشاعر الفرح بمشاعر الامتنان في أصوات أبناء البحرين الذين استطلعت "الوطن" آراءهم حول عودة الاستقرار إلى البلاد، واستتباب الأمن فيها بعد نحو شهر من الاضطراب شمل كافة مناحي الحياة في ذلك البلد الذي لم تكن طبيعته الهادئة قادرة على استيعاب ما يحدث من فوضى. وأكد الكاتب الصحفي بصحيفة "الوطن" البحرينية يوسف البنخليل لـ"الوطن" أن الأوضاع الأمنية في البحرين "باتت مستقرة جداً" بعد أن قامت القوات البحرينية وقوات درع الجزيرة بتطهير مناطق التوتر التي قامت مجموعات من الخارجين عن القانون بالسيطرة عليها خلال الفترة الماضية.

وأشار إلى أن استقرار الأوضاع في كافة المناطق يعود إلى انتشار القوات الأمنية وسيطرتها على الأوضاع. وقال "إن مطلب الأمن الذي دعا إليه المواطنون أصبح اليوم واقعاً، وبدأ المواطنون بالشعور بالأمن بفضل الشراكة الأمنية الخليجية".

وأوضح البنخليل أن التحدي الأكبر خلال الفترة المقبلة يتمثل في معالجة الأوضاع التي اختلت تحت تأثير الاضطراب السياسي الذي شهدته البلاد "إذ هناك حالات استقالات جماعية في العديد من القطاعات، مثل استقالة بعض الوزراء أو تجميد أعمالهم، وكذلك الحال بالنسبة لبعض قضاة المحاكم الذين أعلنوا استقالتهم، وأيضاً أعضاء السلطة التشريعية في مجلسي الشورى والنواب". ولفت إلى أن هناك العديد من الخيارات يمكن طرحها خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية التي أعلنها ملك البحرين".

من جهته أوضح الكاتب والمحلل السياسي بصحيفة "الأيام" محمد الأحمد، أن الأمن مستتب في كافة مناطق البحرين "بعد أن تم القبض على رؤوس الفتنة، وهناك مطالبات من النواب والشعب بإسقاط الجنسية عن هؤلاء بتهمة الخيانة العظمى". وأشار إلى أنه طوال العقود الماضية لم تكن هناك مشاكل بين السنة والشيعة "ولكن أياد خفية موالية لإيران تحرض الشباب على إثارة الفتنة". وقال "رؤوس الفتنة كانوا يخططون لشق اللحمة الوطنية تنفيذا للأجندة الصفوية الإيرانية"، مطالباً بمحاسبتهم لأنهم يريدون تخريب البحرين لحساب دولة أجنبية.

وبدوره عبر طارق خالد الموظف في أحد المصارف الاستثمارية، عن تأثير الأزمة التي تمر بها البحرين على القطاع المالي والمصرفي. واوضح "عانى هذا القطاع على مدى شهر من هذه الأزمة التي ظهرت خلالها مخاوف المستثمرين الخليجيين والأجانب باعتبار البحرين مركزاً مالياً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط. لكن بعد عودة الحياة إلى طبيعتها بدأت الاتصالات عادية بين المؤسسات المصرفية والاستثمارية من جهة وبين المستثمرين من جهة أخرى". وأعرب عن أمله في أن تعود الحركة التجارية والمالية إلى البلاد لأفضل حالاتها قريباً. وأضاف "أتوقع سرعة عودة النشاط الاقتصادي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة أن استقرار الأوضاع الأمنية سيساهم في عودة الثقة بين البنوك والمستثمرين".

أما حمد محمد الموظف الحكومي فأشار إلى أن الحياة بدأت في العودة لطبيعتها "بعد تدخل قوات درع الجزيرة ومساهمتها في إعادة الأمن والاستقرار، بعد أن كانت الحياة اليومية للمواطن البحريني شبه مشلولة خلال الأسابيع الماضية". وأضاف "بدأت أعداد كبيرة من المواطنين بالخروج إلى أعمالها والتوجه للأسواق لشراء احتياجاتها".

ومن جهتها أكدت زينب خالد، طالبة كويتية مقيمة في البحرين، أنها لم تفكر أبداً في المغادرة بسبب الأوضاع الأمنية، رغم خروج أعداد كبيرة من الطلبة الدارسين في جامعة البحرين. وأشارت إلى أنها شهدت الأحداث الدامية التي وقعت في حرم الجامعة بالصخير، ولكنها استطاعت الخروج من الجامعة بعد تدخل قوات الأمن. وأشارت إلى أن الأوضاع صارت طبيعية الآن، ولكن أبواب الجامعة مازالت مغلقة، وستظل في المنامة إلى حين عودة الدراسة إلى الجامعة.