أقول "مبروك" للشعب المصري الذي خرج في الأيام الأخيرة إلى الانتخابات، ليقول كلمته، بعد أن حرم منها لأكثر من ثلاثة عقود.
هناك رابح وخاسر في الانتخابات التي لم تنته بعد، وهناك أسماء ستظهر بعد أن أفقدها القمع السياسي حرية الحركة.. وحتى الكلام.
"مبروك" لمن ربح، ولكن المباركة الكبرى لشعب مصر، الذي اصطف في طوابير طويلة، أنى منها طوابير الجمعيات، وطوابير العيش، التي كان وراءها إخفاء المواد الغذائية، لإلهاء المواطن المصري في التفتيش عن كسب قوت عياله والعودة إلى المنزل بما تجود به الجمعيات، شاكرا المسؤول على "هذه النعمة".
جاءت ثورة 25 يناير لترفض الواقع الأليم في شقيه الاقتصادي والسياسي، ولتؤكد أن المواطن المصري لم يخلق ليقف في الطوابير، بينما يرى من حوله ناطحات السحاب المالية، والعقارية لمن اشترى القطاع الخاص، بأبخس الأثمان، ولمن شرد العمال من مصانعهم، وحول مصر بالسياسة من قائد إلى تابع.
قال الشعب المصري كلمته بمن أخذ بيده إلى ساحات التحرير والتغيير، وإذا كان البعض غير راض على النتيجة، فيجب أن يشكل ذلك حافزا له في المستقبل للعمل بالقرب من الجماهير، وليس من فوق الجماهير.
مسؤوليات المواطنين المصريين، تفوق نخبهم السياسية، فهم من يراقب, وعليهم في المرحلة المقبلة المحاسبة. فمن أفلح ينال الرضا ومن أخفق عليه الرحيل.
أليست هذه هي الديموقراطية؟