أحكمت القوى الأمنية البحرينية قبضتها على الوضع في العاصمة المنامة بعد أن أخلت المعتصمين من دوار اللؤلؤة، فيما ظهر انشقاق بين المعارضين، حيث دعا الأمين العام لحركة الوفاق علي سلمان لعدم المواجهة مع قوات الأمن والمحافظة على أرواح الجميع، مؤكدا أن "الانتفاضة سلمية والحل بين شعب وحكومة يجب أن يأتي بالأطر السلمية"، فيما دعت جهات معارضة أخرى إلى المواجهة والنزول إلى الشارع وارتداء الأكفان.
وبعد إخلاء الجيش البحريني لساحة دوار اللؤلؤة، مقر الاحتجاجات الرئيسية للمعارضة البحرينية طوال 32 يوما، تمركزت قطع عسكرية في مواقع عديدة بالبحرين وعند المنشآت الحيوية والمرافق الحكومية الرئيسية. ونصبت قوى الأمن نقاطا للتفتيش في مناطق عديدة. وقتل شرطيان في مواجهات الدوار، فيما توفي شرطي ثالث بجروح أصيب بها أول من أمس في قرية شيعية جنوب العاصمة. وأعلن الجيش البحريني حظرا للتجول في المناطق الحساسة وسط المنامة، كما منع أي شكل من أشكال التجمع في كافة أنحاء المملكة غداة إعلان الملك حالة الطوارئ. وهنأت القيادة المواطنين بـ"بدء عـودة الأمور إلى طبيعتها" مؤكدة أنها "ستتخذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة لبسـط الأمـن".
أخلت القوات الأمنية البحرينية دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة من المعتصمين أمس، بعد استنفاد القادة السياسيين "لصبرهم تجاه التوصل لحل سياسي للأزمة" التي شهدتها المملكة على خلفية تصاعد وتيرة الاضطرابــات والاحتجاجــات المطالبة بإصلاحات ديموقراطية واجتماعية. وفي الساعة السادسة من صباح أمس انقطعت الاتصالات في المنامة. ومع وصول طلائع القوات العسكرية لمنطقة مجاورة لساحة الدوار، انطلقت مسيرة من الشباب نحو القطع العسكرية، وأطلقت الأخيرة القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وتقدّمت القوات العسكرية شيئا فشيئا حتى وصلت لقلب ساحة دوار اللؤلؤة، وأخلت الدوار من مظاهر الاعتصام. وأثناء ذلك اشتعلت بعض خيام المعتصمين وتصاعدت أعمدة الدخان إلا أن آليات الدفاع المدني سارعت لإطفاء النيران. واستعانت القوى الأمنية بطائرات من نوع "أباتشي" في عمليات إخلاء الدوار ولتأمين منطقة المنامة. وحلقت مروحيات على عدد من المناطق البحرينية التي شهدت اشتباكات مع القوى الأمنية.
ولم تستغرق عملية إخلاء الدوار وقتا طويلا لوصول القطع العسكرية بجوار منطقة الاعتصام، ومن بعدها حدثت اشتباكات طفيفة بين بعض المتظاهرين والقوى الأمنية، وانسحب المتظاهرون بعد ذلك للقرى القريبة من ساحة الاعتصام. وتحوّلت الاشتباكات إلى القرى المجاورة، وسُمع دوي انفجار أسطوانات غاز، وصوت إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية. وبالرغم من صدور إعلان من الجيش البحريني بحظر التجول ومنع التجمهر، انطلقت مسيرة في منطقة شارع البديع ذات الأغلبية الشيعية. وشهدت التظاهرة اشتباكات بين المتظاهرين والقوى العسكرية. وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية أيضا تطهير مجمع السلمانية الطبي أكبر مستشفى في البحرين، من متظاهرين تحصنوا فيه. وقتل ثلاثة متظاهرين وشرطيان في مواجهات تفريق المعتصمين في الدوار. كما توفي شرطي ثالث متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس في قرية شيعية جنوب العاصمة، بحسب مصادر رسمية ومن المعارضة.
وبعد إخلاء الجيش البحريني لساحة دوار اللؤلؤة، مقر الاحتجاجات الرئيسية للمعارضة البحرينية طوال 32 يوما، تمركزت قطع عسكرية في مواقع عديدة بالبحرين وعند المنشآت الحيوية والمرافق الحكومية الرئيسية. ونصبت قوى الأمن نقاطا للتفتيش في مناطق عديدة.
إلى ذلك، أعلن رسميا إغلاق البورصة في البحرين إضافة إلى المدارس والجامعات حتى إشعار آخر. وأكد بيان لوزارة التربية والتعليم نقله تلفزيون البحرين "إغلاق المدارس والجامعات ورياض الأطفال الرسمية والخاصة حتى إشعار آخر".
وبدت حركة السير في الطرق شبه معدومة فيما انتشرت مدرعات الجيش البحريني عند مفترقات الطرق الرئيسية، وعلى الجسور في العاصمة وخارجها. وأغلقت قوى الجيش والأمن كل المداخل المؤدية إلى قلب المنامة. وبدت الشوارع خالية تماما من المارة، واستمرت المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة بالإغلاق وساد هدوء شبه تام في مختلف أنحاء العاصمة وضواحيها. وكانت الحياة شبه متوقفة في اليومين الماضيين في المنامة، وذلك بسبب التوتر وفي ظل إعلان الإضراب العام المفتوح من قبل اتحاد نقابات البحرين. وأزاحت المركبات المصفحة بعض الحواجز فيما كانت مروحيات تحلق فوق المكان. وكان المتظاهرون أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى مرفأ البحرين المالي ومركز التجارة العالمي والحي الدبلوماسي في وسط المنامة.
وأعلن الجيش البحريني حظرا للتجول في المناطق الحساسة بوسط المنامة ولا سيما في منطقة دوار اللؤلؤة والحي المالي والدبلوماسي. كما منع الجيش أي شكل من أشكال التجمع في كافة أنحاء المملكة غداة إعلان الملك حالة الطوارئ. وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوة دفاع البحرين أن فرض حظر تجوال في المملكة يسري اعتبارا من الساعة الرابعة بعد ظهر أمس ولمدة 12 ساعة يوميا. وقالت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين في بيانها رقم (4) "يسري المنع من الساعة الرابعة مساء ولغاية الرابعة صباحا، وذلك من جسر السيف ممتدا إلى الإشارة الضوئية قبل جسر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة والمنطقة المحيطة بها من اليمين واليسار ولمسافة 400 متر من الجانبين، وعلى القاطنين في هذه المنطقة التنسيق مع نقاط التفتيش لتسهيل مرورهم بشكل رسمي". كما نص البيان على "منع التجمهر أو التجمع أو عقد المسيرات أو الاعتصامات في كافة أنحاء مملكة البحرين وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها"، مطالبا المواطنين والمقيمين "التعاون التام مع نقاط التفتيش حفاظا على سلامتهم".
وهنأت القيادة مواطني البحرين بـ "بدء عودة الأمور إلى طبيعتها" مؤكدة أنها "ستتخذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة لبسط الأمن والنظام العام للمحافظة على الوطن والمواطنين".
من جهتها أعلنت هيئة الكهرباء والماء أن عمليات تخريب قد طالت أعمدة الإنارة في بعض مناطق البحرين وذلك بفتح أغطية أعمدة الإنارة مما يشكل خطرا على حياة من يقترب منها لوجود تيار كهربائي ساري بها. وحث بيان صادر عن الهيئة المواطنين والمقيمين عدم الاقتراب من هذه الأعمدة حتى يتم الانتهاء من إصلاحها.
وقدّم مسؤولون حكوميون وبرلمانيون شيعة استقالاتهم من مناصبهم بشكل متتابع "احتجاجا على الأحداث". ومن بين المستقيلين وزير الإسكان، وزير العمل السابق والمعارض السابق، مجيد العلوي، ووزير الصحة نزار البحارنة. كما استقال 7 من أعضاء مجلس الشورى. كما قدم 12 من قضاة المحاكم الجعفرية استقالاتهم من مناصبهم القضائية.