أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده "للذهاب إلى غزة غدا من أجل تشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة للتحضير فورا لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني خلال 6 أشهر أو في أقرب وقت ممكن"، داعيا حركة حماس إلى عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية. وجدد التأكيد على أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة. ووسط تصفيق حاد من قبل الحاضرين قال في كلمة أمام المجلس المركزي الفلسطيني "أنا على استعداد للذهاب إلى غزة غدا من أجل إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة والاتفاق على انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني خلال 6 أشهر أو في أقرب وقت ممكن تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحقوقية الدولية". وأضاف" كما أنني على استعداد لتأجيل تشكيل الحكومة الآن إذا وصلنا الآن أو غدا أو بعد غد إلى اتفاق، لأن الوحدة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار. إنني أريد تسليم الأمانة وأنا مطمئن البال، فقد ذكرت مرارا وأكرر اليوم بأنني لن أرشح نفسي للانتخابات، وهي قضية محسومة عندي وأنا لا أناور، وقلت منذ البداية إنني لن أرشح نفسي. الشعب 10 ملايين ويمكن أن يخرج أي شخص أفضل مني. نريد أن نخلص". وتابع"إنني أدعو الأخ إسماعيل هنية لإجراء الترتيبات اللازمة لهذه الزيارة بالتنسيق والتفاهم مع الفصائل وفعاليات شعبنا في القطاع، وأدعوه للخروج معهم لاستقبالي عند معبر بيت حانون خلال الأيام القليلة المقبلة لكي نطوي صفحة هذا الانقسام الأسود واللعين".

وأضاف عباس "أطالب أبناء شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية والشباب في كل مكان بأن يتكلموا، فهذا دورهم، من أجل إنهاء الانقسام بالضغط على حماس للاستجابة لهذه المبادرة التي قد تلبي آمال ورغبات الفلسطينيين جميعا وتدرأ المخاطر عن شعبنا". وشدد على أن "لا دولة بدون غزة والضفة الغربية معا، ولا حل بدون الوحدة معا، ولا انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بدون وحدة وطنية".

وكان هنية قد دعا عباس أول من أمس خلال خطاب له في التظاهرات التي نظمها تجمع 15 آذار الشبابي إلى حوار مباشر لإنهاء الانقسام. ورحبت حركة حماس باستجابة عباس لمبادرة هنية واستعداده لزيارة غزة. وقالت في بيان "إن حماس ترحب بهذه الاستجابة وتدعو الحكومة الفلسطينية إلى متابعة الترتيبات اللازمة لوصول الرئيس إلى غزة".

ميدانيا استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف موقعا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جنوب مدينة غزة. وذكرت كتائب القسام أن اثنين من عناصرها وهما عدنان اشتيوي، وغسان أبو عمرو استشهدا جراء قصف إسرائيلي استهدف موقع تدريب "أبو جراد" العسكري، التابع لها في هجوم مباغت. وزعم جيش الاحتلال أن القصف جاء ردا على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه النقب الغربي دون أن تسفر عن وقوع إصابات، غير أن أية جهة فلسطينية لم تؤكد إطلاق أية قذائف. إلى ذلك أصيب صياد فلسطيني جراء إطلاق قوات البحرية الإسرائيلية النار تجاه مرفأ الصيادين على شاطئ غزة. وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم إن التصعيد الإسرائيلي "يؤكد أن العدو يعد لمرحلة جديدة لاستهداف قطاع غزة، بهدف خلط الأوراق وإرباك الساحة الفلسطينية، حتى يعيد توازن الردع في أعقاب المتغيرات التي شهدتها الساحة العربية".