الجهود التي تقوم بها إدارة المنتخبات السعودية بتوجيهات الأمير نواف بن فيصل للاهتمام بالمنتخبات السنية والمعسكرات المتتالية والمشاركات العديدة وخصوصا منتخبات البراعم كفئة هامة سوف تؤتي ثمارها في المستقبل القريب، وتدريجياً ستعود للكرة السعودية هيبتها وتسترجع حضورها المفقود في المحافل الإقليمية والقارية، وسوف تكتمل تلك الجهود بافتتاح أكاديميات اتحاد كرة القدم المزمع إنشاؤها قريبا.

ولا شك أن هذه الجهود لا تلقى الكثير من تسليط الضوء عليها من قبل إعلامنا الذي يهتم بنتائج المنتخب الأول التي لم تكن في مستوى تطلعات الجماهير السعودية.

من وجهة نظري الخاصة أن كرة القدم تمر بدورات من التوهج والازدهار والصعود والهبوط ويجب ألا يصيبنا الإحباط ونندب الحظ والظروف، بل يجب مواجهة المشكلة وتشخيصها بكل شجاعة ومن ثم التفكير في الحلول قصيرة المدى والإستراتيجيات طويلة الأمد التي تضمن تلافي تكرار تلك المشكلة؛ وهذا ما يفعله اتحاد كرة القدم حالياً، فتعاقد المنتخب مع المدرب العالمي، الهولندي فرانك ريكارد وإعطائه كامل الصلاحيات وعدم وضعه تحت ضغوط بتحقيق النتائج الفورية وعدم ربط تعاقده بمرحلة معينة أو تأهل، وكذلك تحويل لجنة المنتخبات إلى إدارة متكاملة هي خطوات كفيلة بتحقيق المطلوب، ويجب تسليط الضوء الإعلامي عليها ومن واجب الإعلام الرياضي التركيز على الإيجابيات وليس فقط التركيز على السلبيات والانتقاد بسبب أو بدون سبب؛ فالكمال لله وحده ولا يخطيء إلا من يعمل.

عدم حصول الأندية السعودية على أربعة مقاعد وتقليصها إلى ثلاثة ونصف أخذ مساحة أكثر مما يستحق من النقاش الذي وصل إلى مرحلة البكاء والنحيب، وتكلم الكثيرون عن نظرية المؤامرة من قبل الاتحاد الآسيوي لإسقاط الكرة السعودية رغم أن ما حدث هو فقط تطبيق للمعايير التي وافقنا عليها وسبق أن منحتنا أربعة مقاعد، وهو معيار يجب احترامه. ورغم أن وفدنا السعودي حاول كثيراً في الجمعية العمومية لاستثناء السعودية من المعيار ونجحت جهودهم وحولوا الموضوع للمكتب التنفيذي للتصويت، إلا أننا لم ننجح ويجب احترام ذلك، ويجب علينا البحث عن الحلول لتطبيق المعايير بحذافيرها.. علينا تقبل فكرة التمثيل بأقل من هذا العدد مستقبلا وذلك مع انضمام الكثير من الدول لدوري محترفي آسيا كالكويت والأردن، وغيرها من الدول التي لم تبدأ في تطبيق النظام الآسيوي ومعاييره.

من وجهة نظر أخرى فأنا من أشد المؤيدين لوجود فريقين سعوديين فقط في دوري أبطال آسيا بعد تجاربنا السابقة التي لم ينجح فيها أي من ممثلينا بتحقيق تلك البطولة المستعصية على الفرق السعودية مؤخراً، فذلك قد يخفف الضغط على الروزنامة المحلية التي تزدحم بالعديد من الاستحقاقات وتعاني من كثرة تأجيل مباريات الفرق المشاركة في البطولة الآسيوية وإجهاد لاعبيها وبالتالي إجهاد لاعبينا الدوليين.

يجب علينا الاهتمام بدورينا المحلي والعمل على تحسين بيئة الملاعب ومحاولة جذب الجماهير لملاعبنا لنعود كما كنا أفضل دوري عربي.