يتزايد الإعجاب "بدراما المسلسلات التركية"،التي اجتاحت الجمهور العربي والسعودي خاصة، وانسحب ذلك على شركات الإنتاج، التي حاولت "ركوب الموجة التركية"، وفقاً لخبراء إعلاميين، في حين بدأت شركات أخرى تأخذ "طابعاً مختلفاً"، فتحولت تركيا "لميس ويحيى"، "ومهند ونور"، إلى طابع إرشادي بقالب دعوي، مثل برنامج "تعالوا نشوف تركيا"، وهو إنتاج سعودي خالص، يقدمه الداعية حسن شاهين، يشاركه فيه أولاد وبنات من دول عربية مختلفة.
البرنامج أثار تساؤلات عديدة عقب بثه بإحدى القنوات الفضائية السعودية، في الأول من مارس الجاري، ومن هذه التساؤلات محاولة المسلسل "تسويق الخلافة الإسلامية من جديد"، التي أجهضها "أتاتورك" في عام 1924، وذلك عبر زيارة 35 موقعًا حضاريًّا وسياحيًّا في الأراضي التركية، والتعريف بها عن طريق توليفة تمزج بين القصص والمواقف التاريخية التي تأخذ قالبًا حواريًّا بين المقدم والأطفال المشاركين.
مقدم البرنامج شاهين نفى في حديث إلى "الوطن"، أن يكون من ضمن "الأهداف التي قام عليها البرنامج، إعادة تسويق الخلافة الإسلامية في نفوس الأطفال مباشرة"، إلا أنه استدرك بالقول "إن اختيار برنامج الأطفال ليكون في تركيا، يعود للأسباب التاريخية لهذا البلد التي وصلت بين العالم الإسلامي والأوروبي، وإلى وجود حضارة شاهدة للدولة العثمانية، بالإضافة إلى نمط التعليم الإسلامي الذي ما زالت آثاره قائمة حتى اليوم".
شاهين الذي حاول الابتعاد عن "المحيط السياسي" للخلافة الإسلامية، عاد "ليؤكد بأن "العاطفة الجياشة لأرض الخلافة كانت حاضرة في داخلي أثناء تقديم البرنامج، باعتبارنا أمة واحدة، بأوطان متعددة".
في حين امتنع عدد من النقاد عن التعليق على "البرنامج"، واكتفى بعضهم بالقول إن "البرنامج بحاجة لناقد إيديولوجي، وليس إلى ناقد فني"، في "إشارة إلى عدم رضاهم عن "المحتوى الفني للبرنامج".
البرنامج بدوره أثار جدلاً محلياً، حيث اعتبر البعض أنه يحاول ركوب الموجة التركية، بغرض تحقيق نسبة مشاهدة عالية، فيما رأى آخرون أنه "محاولة جيدة لتزويد الأطفال بالمعلومات التي يصعب معاينتها مباشرة، وتسهم في بناء ثقافتهم".
وانتقد عدد من أولياء الأمور البرنامج معتبرين أنه لا يعدو كونه محاولة لركوب الموجة التركية. في غضون ذلك، أبدى فريق من أولياء الأمور ترحيبه بفكرة البرنامج، ورأوا أن تقديم الثقافة والمعلومة بالترفيه، وعبر القصص، بعيدًا عن النمط التقليدي هو أسلوب أثبت نجاحه، لاسيما لدى الأطفال. من جهته، قال خالد الغامدي الاستشاري التربوي "إنه لا يمكن الحكم على البرنامج دون تلمس آثاره"، وأضاف "أنا لم أشاهد كل الحلقات، وأرجو ألا يسير المحتوى على نمط "الجمهور عاوز كدا"، مشددًا على ضرورة إعطاء الأولوية في برامج الأطفال للأعمال التي تعزز انتماء الطفل لوطنه ولأمته.