أكد الدكتور معجب العدواني أن تجربة الروائية السعودية رجاء عالم تستحق أن تتوج بالبوكر، من خلال عملها المتميز "طوق الحمام"، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها كون العمل نجح في تمثيل التجربة الإبداعية لعالم من جانب، والفضاءات المكية التي تناولها من جانب آخر.

وقال العدواني "الملاحِظ لأدب عالم سيجد أن كتابتها مرت بمستويات عدة؛ يتمثل الأول منها في التجربة التي اتصلت بكتاباتها المسرحية مثل "الرقص على سن الشوكة" ورواية "4 صفر"، أما المستوى الثاني فيمثل الاتجاه العام لكتابتها ويبدأ منذ صدور مجموعتها القصصية "نهر الحيوان"، ثم توالت أعمالها الروائية "طريق الحرير" و"مسرى يا رقيب" و"سيدي وحدانة" و"حبي" و"موقد الطير"، وأخيراً عملها البوكري "طوق الحمام"، أما روايتا "خاتم" و"ستر" فيمثلان نمطاً كتابياً ثالثاً في هذه التجربة. وأضاف العدواني أن العمل الروائي "طوق الحمام" يحمل السمة العامة لكتابة عالم حيث استلهامها الدائم للتراث، وتركيزها على الجوانب المهمشة مكاناً وزماناً، فقد اختارت أن تواصل كشفها لمخبوء المجتمع المكي المتنوع، وحددت روايتها في زمان مهمش لم يتم الكشف عنه إلا في هذا العمل، لقد كتبت عالم تاريخ تلك الفترة وذلك المكان من خلال استثمار شخصيات كثيرة أدت وظائف روائية، تجسدت في تلاؤم وتناسب ذلك التنوع والاختلاف الذي شهده ولايزال المجتمع المكي مع هذا العدد الكبير الذي يمثل فسيفساء لشرائح اجتماعية مختلفة.

وفيما يتصل بالحصول على الجائزة، أكد العدواني أنه ينظر إلى الأمور من زاوية حسن الظن، انطلاقاً من كون لجنة التحكيم قد نجحت في ربط الجائزة بالمنجز واستبعدت التمثيل الجغرافي الذي كنا نخشاه، وهذا أمر يستحق التقدير.

واعتبر العدواني أن المناصفة مع المغربي محمد الأشعري هي دلالة على انقسام في الرأي داخل لجنة التحكيم، وذلك أمر معتاد وليس بغريب، موضحاً أن هذا وذاك لا يقلل من استحقاق عالم، بعد أن نجحت في إيجاد شريحة كبيرة من القراء في العالم العربي من خلال أعمالها السابقة.