تراجعت قوات المعارضة الليبية شرقا بعد أن سيطرت وحدات من الجيش الليبي يقودها خميس والساعدي نجلا الرئيس الليبي معمر القذافي على مدينة البريقة وأحكمت قبضتها على أجدابيا، المعقل الأخير لحصن المعارضة في بنغازي.

وأفاد شاهد عيان أنه رأى قوات المعارضة تنسحب من أجدابيا أمس بعد هجوم القوات الحكومية، فيما أعلن التلفزيون الرسمي أن القوات الموالية للقذافي تسيطر على أجدابيا سيطرة تامة. وأكدت مصادر متطابقة أن قوات القذافي نجحت في قطع الطريق بين أجدابيا وبنغازي أمام الثوار، الذين يقاتلون في بؤر وجيوب مقاومة على أطراف المدينة. وأضافت المصادر أن القصف المدفعي المكثف على أجدابيا بجانب الغارات الجوية أسفر عن مقتل العديد من الثوار وسقوط عشرات المصابين.

وفي الغرب، قال طارق عبدالله أحد سكان بلدة زوارة الواقعة على بعد 120 كيلومترا غربي طرابلس، إن المدفعية والدبابات الحكومية الليبية استعادت البلدة بعد قصف عنيف. وأضاف "ربما الأمر الأكثر أهمية أنهم ضيقوا مساحة الأرض التي مازالت القوات الثورية تسيطر عليها في شرق ليبيا". كما أعلن التلفزيون الليبي أن "مسيرات حاشدة" مؤيدة للقذافي خرجت أمس في زوارة، مؤكدا بذلك استرداد المدينة من أيدي الثوار.

وفي السياق نفسه، هدد القذافي الغرب بالتحالف مع تنظيم القاعدة حال تم تنفيذ هجوم عسكري ضد ليبيا. وقال في مقابلة مع صحيفة "الجورنال" الإيطالية نشرت أمس، وفي مقابلة بثتها محطة "إن تي في" الألمانية، إنه يخوض حربا ضد القاعدة ولكن بلاده ستترك "التحالف الدولي ضد الإرهاب" حال تصرف الغرب معه بشكل مشابه لما حدث مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأضاف أن طرابلس ستتحالف عندئذ مع القاعدة و"تعلن الجهاد". وشدد القذافي على عدم وجود فرصة للحوار مع الثوار، وقال إنه من غير الممكن "التفاوض مع إرهابيين لهم صلة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". وجدد قوله إن الغرب لا يعرف حقيقة الأمور في ليبيا ودعا لجانا دولية لإلقاء نظرة عن كثب في بلاده.

كما أعرب القذافي عن خيبة أمله من الغرب خاصة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، فيما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه يعاني من "خلل عقلي". وأفاد أن ليبيا ربما تفكر في إقامة علاقات جديدة مع الغرب مستقبلا حال تغيرت الحكومات الحالية في أوروبا.

وحول القتال الدائر في بلاده، أكد أن الثوار سيهزمون وأن الشعب الليبي يقف إلى جانبه.

وأضاف أن لدى الثوار "خيارين: الاستسلام أو الهرب"، مؤكدا أن "هؤلاء يستخدمون المدنيين دروعا بشرية بما في ذلك النساء". وحول خطر وقوع "حمام دم" في المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة الثوار، قال "يجب مكافحة الإرهاب لذلك نتقدم بسرعة لنتجنب المجازر". وأضاف "إذا استسلموا فلن نقتلهم"، موضحا أن "الأمر الذي صدر للقوات هو محاصرتهم، تطويقهم". كما أكد أن سكان بنغازي "يخافون من هؤلاء الأشخاص ويجب أن نحررهم" من وجودهم.

من جهة أخرى، قال رئيس اتحاد العمال النفطيين الليبي محمد أبو ستة أمس إن جميع موانئ النفط الليبية عدا طبرق، عادت تحت سيطرة طرابلس مرة أخرى. إلا أن عضو مجلس إدارة شركة الخليج العربية للنفط الليبية حسن بوليفة ـ والتي انضمت للمعارضة ـ قال إن الشركة التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط أوقفت ضخ الخام إلى رأس لانوف بعد سيطرة قوات القذافي عليها، وتضخه الآن إلى طبرق التي تسيطر عليها المعارضة. وأوضح أنه لا توجد خطط لتصدير النفط بقية الشهر الجاري، وسننسق مع المجلس الوطني الانتقالي فيما يتعلق بأي صادرات الشهر المقبل. وأضاف أن المجلس الذي يمثل المعارضة الليبية عين علي الترهوني وهو أكاديمي وخبير اقتصادي، مستشارا لصناعة النفط وأنه سيجري وضع سياسة للنفط في الأيام المقبلة.