ثمة من يعتقد أن إطلاق صاروخ من المنطقة الحدودية في جنوب لبنان أمر في غاية السهولة: منصة صواريخ، وساعة توقيت، أو كبسة على الزناد، وينتهي الأمر.
الأمر أبعد من ذلك، وأعقد بكثير. فالمنطقة تخضع لقوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني بموجب القرار الدولي رقم 1701، مع تواجد خفي أحيانا، وظاهر في أحيان أخرى لمقاتلي حزب الله كونهم من أبناء المنطقة وسكانها.
إذاً أي خرق للقرار 1701 يكون بقرار سياسي من طرف من الأطراف الثلاثة، يضاف إليهم إسرائيل عبر بعض العملاء الذين كان يعج بهم الجنوب اللبناني في فترة امتدت من العام 1978 وحتى العام 2000.
حتى اللحظة لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ أمس من جنوب لبنان إلى فلسطين المحتلة، حتى إن إسرائيل وجهت أصابع الاتهام إلى جهة مجهولة تدعى "منظمة الجهاد العالمي"، ولكنها من جهة أخرى أطلقت أربعة صواريخ على الأراضي اللبنانية، لم تسفر، كما لم يسفر الصاروخ المجهول عن خسائر بشرية. وكأن هناك قرارا مشتركا بعدم التصعيد في الوقت الذي تقف فيه المنطقة على فوهة بركان سياسي وعسكري مشترك.
غزل قد يكون في محله لتجنب الأسوأ في المرحلة المقبلة، ولكن السؤال الملح يبقى من هي الجهة التي أطلقت صاروخا - حسب الرواية اللبنانية - وأربعة صواريخ - حسب الرواية الإسرائيلية - وهل يندرج ما سلف في إطار التسخين لمرحلة مقبلة؟