طبعاً لا أعتقد أن أحداً لا يعلم عن أن مباراة الاتحاد والأهلي في الجولة الحادية عشرة من دوري زين للمحترفين ستقام غداً، وطبعاً لم يصل أي خبر لجمهور الناديين الكبيرين بأن المباراة ستقام على الملعب الجديد، أو أنها ستكون على نفس الملعب بعد توسعته وزيادة مقاعده.

أزف البشرى للجمهور الكريم بأن كل شيء بقي على حاله، وقد استوقفتني عبارة كتبها واحد من الجمهور في موقع صحيفة رياضية إلكترونية يقول فيها "منذ أن خرجت إلى الحياة وأنا أسمع بإستاد جدة الجديد، وأسمع بتوسعة ملعبها الحالي والوحيد".

أنا لا أهتم أين يكون موقع الملعب، ولا يعنيني سواء كان شمالاً أو جنوباً أو حتى شرقاً، طالما أنه داخل مدينة جدة، وكم من الفرص لإقامة "الملعب الحلم" طارت وتبخرت لاختلاف وجهات النظر بين السادة المسؤولين والمكلفين باختيار الموقع، فمنهم من يريده شرقاً ومنهم من يريده شمالاً، ولا تسأل عن الأسباب.

كل ما أتمناه ألاّ يخرج علينا بعد أيام أو شهور أو سنة، من يقول إن الموقع الجديد لإستاد الملك عبد الله الذي اعتمد أخيراً، لا يصلح، وإن على الجهة المسؤولة البحث عن موقع آخر ـ مع إنني أعتقد أن الموقع الجديد داخل سور المطار سيكون تحت إزعاج دائم لحركات الهبوط والصعود للطائرات.

وعلى الرغم من ذلك، فإنني أستحلفكم الله، ألاّ يخرج علينا من يقول إن هناك موقعا أفضل، ويجب أن ننقل موقع الإستاد الجديد إليه، ومعنى ذلك إن حدث، أن علينا أن نصبر عشر سنوات أخرى، قد يتخللها أيضاً رأي آخر يرى أن الموقع الجديد يقع على مجرى سيل، ويجب تغييره، وحينها سنسلم أحفادنا أمر متابعة المشروع.

يا الله، ما أسهل ما نتحدث ونعد بإنشاء ملعب، أو توسعة آخر، وما أكثر ما نستخدم عبارة "التسويف"عندما نسأل عن مصير تلك المشاريع، ولماذا لم تنفذ في الوقت المحدد الذي تم إعلانه في التصريح المشهور.

غداً سيستضيف ملعب الأمير عبد الله الفيصل لقاء الديربي الكبير بين عملاقي جدة، والملعب هو الملعب، والمكان هو المكان، والسعة هي السعة، وما قيل عن التوسعة كان كلاماً ذهب مع الهواء، فعدد المقاعد لن يزيد عن 18 ألف مقعد، وعلى الـ 18 ألفا الآخرين أن يعودوا إلى منازلهم، فلا مكان لهم، ولا مرحباً بهم.

يقولون إن مشكلة عدم البدء في توسعة الملعب يعود السبب فيها إلى وزارة المالية لعدم انتهائها من الإجراءات المتعلقة بصرف الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع، ولا أدري ماذا ستفعل وزارة المالية لو كان المطلوب إنشاء ملعب جديد في جدة، وليس توسعة وزيادة مقاعد للمتفرجين؟

أيعقل أن يحدث ذلك لـ "جدة"، ثاني أهم المدن السعودية، ومتى نتخلص من هذه البيروقراطية، وهل توسعة ملعب جدة في نظر وزارة المالية الموقرة لا تدخل في بند "هام وعاجل"، وهل لدى الوزارة مستشارون رياضيون يستطيعون تحديد المشاريع العاجلة التنفيذ من غيرها؟

يا وزارتنا الموقرة، لو طلب من كل واحد من جمهور الأهلي والاتحاد التبرع بريال واحد لتوسعة مدرجات ملعبهم لما ترددوا، ولو كان ذلك بأكثر من ريال واحد، فشراء التذكرة الواحدة يكلف الواحد منهم في الدرجة الأولى 30 ريالاً، و20 ريالاً للدرجة الثانية.

لقد مضى أكثر من خمسة أشهر على تصريحات المسؤولين في رعاية الشباب عن توسعة الملعب، وتحديدا بعد مباراة نهائي كأس الأبطال بين الأهلي والاتحاد يوم الجمعة 24 يوليو 2011، وما زال الموضوع قيد البحث والدراسة!

جميل أن يصبح شراء التذاكر متاحاً للجمهور عبر الإنترنت، لكن الأجمل من ذلك أن يكون الملعب مريحاً للجمهور الذي سيتواجد من ظهر ذلك اليوم، فهل عرفتم معنى "بيئة جاذبة"؟

سنارة:

الجبان يفكر في حالة الخطر برجليه!