تخيل في إحدى سفراتك أن تصلك رسالة عبر الجوال من أحد أبنائك الصغار وقد سرد لك فيها مجموعة من عناوين الكتب التي يرغب قراءتها واقتناءها!

نحن معك تلك اللحظة لا نتخيل مقدار الفرحة التي ستحتل قلبك.. لا نتصور ـ معك أيضاً ـ مقدار الفخر الذي ستمتلئ به جوانحك..لا نعرف ـ كذلك ـ مقدار المال الذي ستنفقه بسخاء لشراء هذه العناوين.. لكننا نطمئنك أن شيئا من ذلك لن يحدث.. أبناؤك اختطفتهم عائلة آيبود وآيباد!

على أي حال، المواطن العربي حينما يعزف عن القراءة قد نجد له العذر.. صعوبة العيش أخذت الناس بعيدا عن عالم الكتب.. بات الإنسان مهموما بقوت يومه، يطارده آناء الليل وأطراف النهار!

لكن عزوف الطفل عن القراءة هو المشكلة.. تمضي الكثير من الأسر، الكثير من الوقت؛ لبحث الكيفية المثلى لتعويد أبنائها على القراءة دون جدوى.. يسأل الكثير من الآباء والأمهات: متى أعلّم طفلي القراءة ، دون جدوى أيضاً!

ينتشر في مواقع الإنترنت بحث مفيد ـ أنصح بقراءته ـ تحت عنوان: (36 طريقة تجعل أطفالنا يقرؤون).. يتناول البحث الذي نشرته إحدى المجلات المتخصصة إجابات وافية للأسئلة التي تشغل بال الكثير من الآباء والأمهات على نحو: لماذا تقرأ لطفلك؟ أي القصص تقرأ لطفلك؟ متى وأين تقرأ لطفلك؟ كيف تقرأ لطفلك؟ كيف تحبب القراءة لطفلك؟

يبدأ البحث بعبارة طريفة تقول: "قد تكون عندك ثروة ضخمة لا تساويها ثروة أخرى، تملأ بها الكثير من الخزائن، ولكنك لن تكون أبدًا أغنى مني فقد كانت لي أم اعتادت أن تقرأ لي".

قد تجد بعض الحلول في هذا البحث.. لكنني أجزم أن كامل الحل ليس بيدك. الحل في المدرسة.. لولا أن وزارة التربية ارتكبت قبل سنوات أفدح الأخطاء حينما قامت بإلغاء مسمى (المكتبة) في المدرسة واستبداله بمسمى (مصادر التعلم)، فاختفت هوية ذلك الصرح الثقافي الذي تعلوه العبارة الخالدة:" أمة تقرأ أمة ترقى".. فلا الطالب ارتبط بالمكتبة وجدانيا، ولا المدرسة استطاعت أن توفر له مصادر التعلم الحديثة.