تراجعت درجات الحرارة في الرياض أمس بشكل كبير خاصة في ساعات الصباح الأولى بعد أن استيقظت المدينة على آثار الأمطار التي هطلت ليل الاثنين وتراوحت بين غزيرة على أحياء الجنوب والغرب، ومتوسطة على أحياء الشمال والشرق، مصحوبة بحبات البرد مما ساهم في تدني درجات الحرارة العظمى إلى أقل من 10 درجات مئوية بعد أن كانت في الأيام الثلاثة الماضية في معدّل 28 درجة.
وأدت تجمعات مياه الأمطار في بعض الشوارع إلى اختناقات مرورية، وتسببت في عدد من حوادث السيارات نتيجة فقدان بعض السائقين السيطرة على سياراتهم، كما حدث لشاحنة صغيرة وقفت عليها "الوطن" صباح أمس، بعدما ارتطمت بأرصفة تحت الإنشاء في شارع خالد بن الوليد "إنكاس سابقا" شرق الرياض وانقلبت رأسا على عقب قبل أن ترتطم بها سيارة صغيرة مما ساهم في عرقلة حركة السير لبعض الوقت قبل حضور فرقتين من المرور لسحبهما من الموقع.
كما ساهمت موجة البرد في عودة السكان لارتداء الملابس الشتوية (الصوفية والقطنية) والجاكيت بشكل لافت في الرياض بعد أن خلعوها طوال الأسابيع الماضية بعد ارتفاع درجات الحرارة. كما ساهم البرد في زيادة حالات غياب الطلاب لا سيما المرحلة الابتدائية نتيجة تعرضهم لنزلات البرد. وبدا ذلك واضحا من خلال تردّد بعض أولياء الأمور على المدارس للاستئذان لأبنائهم.
وكان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق قال في تصريح إلى "الوطن" أول من أمس إن هذه الفترة تتسم بالعنف المناخي ولا تعرف الرتابة أبداً بل تجلب الفصول الأربعة في غضون يوم واحد, كما تتسم الأجواء بعنصر المفاجأة في تحول الطقس من حالة الاستقرار إلى عدم الاستقرار، ومن الممكن أن يتغير الجو في أي لحظة دون سابق إنذار.
من جهتها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقرير نشرته على موقعها على الإنترنت أن تكون السماء غائمة إلى غائمة جزئياً على أجزاء من مناطق شمال ووسط وشرق المملكة. وما زالت الفرصة مهيأة لهطول أمطار قد تكون رعدية على الأجزاء الشمالية للمنطقة الشرقية, وتتكون السحب الرعدية الممطرة في فترة الظهيرة والمساء على مرتفعات عسير والباحة خاصةً الأجزاء الشرقية منها, وتظل الرياح نشطة السرعة على تلك المناطق، كما يشمل نشاط الرياح كلاً من البحر الأحمر والخليج العربي.