فجر قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي رأى كثيرون أنه تضمن عقوبات مخففة على محترفي الهلال الروماني ميريل رادوي (أوقف مباراتين وغرم 20 ألف ريال) والسويدي كريستيان ويلهامسون (لفت نظره) عدداً من السجالات وردود الفعل المتباينة التي جاء أشدها من الكاتب الصحفي سعود العبدالعزيز الصرامي الذي أعلن لـ"الوطن" أن "لجنة الانضباط ومسؤولين بارزين من الهلال والنصر أبرموا صفقة بين الأطراف الثلاثة تقضي بتخفيف العقوبة على رادوي لتصل للإيقاف مباراتين فقط وتغريمه 20 ألف ريال، والاكتفاء بلفت نظر ويلهامسون مقابل عدم عقوبة لاعبي النصر حمود سعود الذي بصق على لاعب الهلال خالد عزيز أثناء استبداله بزميله سعد الحارثي، وأحمد عباس الذي أحدث فوضى واعترض على الحكــم السويسري ولـــم ينل ما يستحقه مــــن جزاء".

وأضاف العبدالعزيز "إن المادة 39 من لائحة العقوبات تتضمن بند (المسلك المشين) الذي ينص على أن كل لاعب يسلك مسلكاً مشيناً بالحركة المخلة بالآداب العامة تجاه أي من المذكورين في المادة 4 قبل وأثناء وبعد المباريات الرسمية والودية يعاقب عليها بالإيقاف 4 مباريات والغرامة 10 آلاف ريال، ولا بد أن تطبق هذه العقوبة لكن ذلك لم يحدث، فقد (اخترع) المسؤولون مادة (من عقولهم) وهي الإنذار على ألا يتكرر منه".

واستطرد "هناك لوائح موجودة، ومن يدعي أنه ليس هناك لوائح أقول له إنك مخطئ، لكن هناك أناسا قفزوا على هذه اللوائح، كما أن المادة 44 هي التي تطبق لأنها تحتوي على التجريح والإساءة والاتهام والتهديد فقط دون القذف، كلمة قذف ليست موجودة ولهذا على حسين عبدالغني أن يذهب إلى القضاء السعودي دون النظر في شهود رادوي لأن هؤلاء زملاء رادوي في الفريق و"سيفزعون" معه ضد الخصم".

وتابع "نعلم أنه في الملعب يحدث كثير من الإساءات، وأنه ليس مكاناً مثالياً للتعامل بين اللاعبين، لكنها لم تأخذ طريقها إلى التصريح علناً في وسائل الإعلام من قبل".

ورداً على منع اللجوء إلى القضاء تساءل العبدالعزيز "كيف احتكم نائب رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد ورئيس الجيل عبدالعزيز المريسيل في القضاء قبل فترة وجيزة؟".

وأشار العبدالعزيز إلى أنه على حسين عبدالغني إذا أراد أن يحفظ كرامته ويستعيد حقه بعد التعرض إلى رجولته أن يلجأ إلى القضاء، ولو خير بين الاعتزال والقضاء، فعليه أن يختار القضاء ليحصل رادوي على عقابه ربما بالجلد أو السجن كما يحصل أي سعودي في بلد أجنبي على عقوبة إذا خالف قوانينها في الخارج، وقال "لكنني متأكد أن حق النصر مع عبدالغني سيضيع كما ضاع من قبل حق النصر مع حسام غالي في قضية المنشطات، وهنا أوصي رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي أن يقترب من الجمهور ولا يحيط نفسه بالسور العالي الذي بناه حوله باحترافية سلمان القريني وعامر السلهام للبت في شؤون النصر وإنهاء التوترات التي يتعرض لها الفريق والتي أثرت على نتائجه".

من جانبه قال المحامي، المستشار القانوني، رئيس اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، الدكتور ماجد قاروب أن المادة الثامنة من لائحة العقوبات والمعتمدة من الاتحاد تحدد سبعة أنواع من العقوبات تشمل لفت النظر والتحذير والغرامة وغيرها، وتنص الفقرة الثانية في أنواع العقوبات مع رؤساء الأندية والإداريين والفنيين واللاعبين على ستة عقوبات هي لفت النظر والتحذير والغرامة والإيقاف عن مشاركة الفريق لعدد من المباريات أو لفترة محددة وتختتم بالحرمان من ممارسة كرة القدم، وتنص الفقرة الثالثة من المادة الثامنة على العقوبات التي توقع على الحكام والمقيمين والمراقبين على خمس عقوبات هي بلفت النظر والتحذير والغرامة والإيقاف والحرمان من مزاولة النشاط، لهذا أؤكد أنه على جميع الأندية السعودية ضرورة الإلمام باللوائح المطبقة والمعمول بها وتثقيف وتأهيل لاعبيها وإدارييها ومراكزها الإعلامية بمحتويات تلك اللوائح ابتداء من النظام الأساسي للاتحاد، وأتمنى أن يقوم الإعلام الرياضي بتزويد جميع الكتاب والنقاد والمحررين والمراسلين بلوائح الاتحاد ومختلف اللوائح الرياضية تقديراً والتزاماً بنظام المطبوعات والنشر ونظام المؤسسات الصحفية ونظام السياسة الإعلامية للدولة حتى يكون تعاملهم بالمستوى المأمول به واللائق بالاختصاص في الإعلام الرياضي".

وحول انتقاد القرار المتضمن عقوبة غير مشددة في نظر عدد من النقاد رغم إساءة رادوي لعبدالغني التي وصفها البعض بالقذف، قال "نحن الآن أمام نص قانوني لا يترك شيئاً للعبث، ولا يتضمن القذف، نص المادة رقم 44 يذكر أن الإساءة في وسائل الإعلام ونحوها من تجريح أو تهديد أو اتهام للاعبين أو إداريين أو مسؤولين يعاقب بالإيقاف مباراتين في جميع الدرجات وغرامة قيمتها 20 ألف ريال للاعبي الدرجة الممتازة وهذه قوانين دولية".

وأضاف "طالما ارتضى اللاعبون الاحتكام إلى قانون كرة القدم، فعلى جميع الرياضيين الذين ارتضوا الدخول في المنظومة الرياضية أن يرتضوا التقاضي ضمن هذه المنظومة، والجهاز القضائي في الاتحاد السعودي لكرة القدم هو لجنة الانضباط ولجنة الاستئناف وهما الجهتان المعنيتان بالفصل في قضايا كرة القدم".

وحول المطالبة بمحكمة رياضية أوضح قاروب "المحكمة الرياضية هي لجنة الانضباط فلا يوجد جهة في العالم تدعى "سبورت كورت" أي محكمة رياضية. ولمن يطالب بجهاز قضائي في الاتحاد السعودي لكرة القدم كما هو معمول في جميع دول العالم، أقول بأنه موجود هنا وتمثله لجنتا الانضباط والاستئناف وأعضاؤهما محايدون".