لا يكتفي بالحديث المبالغ فيه عن نفسه، ولا عن لفت الأنظار إلى تسريحة شعره، وملابسه، وربطة عنقه، ولون قميصه، و"خشمه" الكبير، كما يقول، بل إنه طالما لقن الآخرين اسمه فيقبلون كـ"الببغاوات" على ترديده. ولا أدري ما الغرض من ذلك، حتى إننا أصبحنا نظن أن اسم برنامجه هو مصطفى الآغا وليس صدى الملاعب.
وعندما تحين مرحلة "خفة الدم" فإنه يبدأ بقراءة رسالة من متابع يسخر فيها من شكله، الله أعلم بمدى صحتها، لأنها تتكرر كثيرا وتدور حول نفس الموضوع، إما عن الـ"تسريحة"، أو الـ"خشم" أو "ربطة العنق".
ثم يواصل ساخرا من نفسه، بشكل يرتضيه هو، ولكنه ثقيل على المشاهدين، وسرعان ما ينتقل بعد ذلك إلى إلقاء السخرية الفجة والممجوجة والزائدة عن الحد إلى ضيوفه "المؤدبين"، والمتقبلين لكل ذلك بابتسامات بلهاء، تزرع الحيرة في نفس المتلقي الباحث عن سبب رضاهم بكل هذه السخرية، فتارة يسخر من ذقن الضيف، وتارة من وجهه، وتطوووووول القائمة.
العجيب أن حدة السخرية تختلف باختلاف الضيوف، فهناك من يبتلع شتى الأنواع منها، وهناك من يقبل بعضها، بدرجات متفاوتة. وستلحظ أنه يتحفظ مع ضيوفه الجدد فيجس النبض، بغية معرفة مدى الأريحية التي ستمكنه من زيادة الجرعة الخادشة أحيانا لمشاعر المشاهدين، كما كان يحدث مع ضيفاته في شهر رمضان المبارك.
صعب جدا أن يراهن الشخص على خفة دمه أمام ملايين المشاهدين، وخصوصا أن من يتابع صدى الملاعب يبحث عن الرياضة وليس الكوميديا، وهذا ما لم يدركه الآغا إلى الآن.
صدى الملاعب في بدايته، حين ابتكره محمد الشهري، كان أنموذجا للبرنامج الرياضي المتخصص والمثري، لكنه الآن بدأ يفقد هويته بشكل واضح، ولم يعد اهتمامه بالكرة والرياضة، بل أصبح برنامجا متذبذبا، لا تجد فيه سوى القشور.