تسعى الهيئة الملكية إلى توسيع وتفعيل الاستثمار في مدينة الجبيل وينبع الصناعيتين إلى ما يوازي ضعف الصناعات القائمة فيهما وذلك من خلال ما تقوم به حاليا من تجهيز للمنطقتين الصناعيتين الجديدتين الجبيل 2 وينبع 2 اللتين تشهدان إقبالا كبيرا من قبل المستثمرين خاصة بعد تجاربهم الناجحة في الجبيل 1 وينبع 2 والتي ساعد على نجاحها نظرة الهيئة الملكية لهم كشركاء نجاح وتقديم التسهيلات اللازمة لهم.

وبحسب رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان فإن حجم الاستثمارات في المدينتين الصناعيتين تضاعف ليبلغ 676 مليار ريال، وبلغ عدد المجمعات الصناعية فيهما 42 مجمعاً صناعياً أساسياً فضلاً عن أكثر من 400 مصنع ما بين صناعات متوسطة وخفيفة، وزاد حجم الإنتاج على 106 ملايين طن سنوياً، ومن المتوقع أن ترتفع الاستثمارات والمجمعات الصناعية وبالتالي الإنتاج لأكثر من ذلك بعد الانتهاء من المراحل المتبقية في المشروعين العملاقين الجبيل2 وينبع2".

وفي هذا الوقت تتجه الأنظار إلى الاستفادة من الفرص المتاحة للفوز بالاستثمار في أي من المدينتين الصناعيتين وبما يتفق مع شروط ومتطلبات الهيئة الملكية وكذلك أرامكو التي تعمل على تزويد الغاز للمشروعات التي ترى فيها جدوى اقتصادية ناجحة تخدم الاقتصاد الوطني وليس أي مشروع خاص.

وأكد لـ"الوطن" مهندسون وفنيون يشرفون على تنفيذ وإنشاء توسعات لمصانع شركات مختلفة بالجبيل أن شركاتهم تعمل على تحقيق تقنيات تساعد على الدخول في المنتجات البتروكيماوية الوسيطة خاصة وان هناك من ينادي بضرورة عدم الاعتماد على منتجات أساسية ومنتج واحد يشكل ازدواجية مع منتجات الشركات الأخرى كما أن شركة أرامكو السعودية تشجع على هذا التوجه وتعطيه الأولوية في التزود بالغاز.

وكشف لـ "الوطن" أحد المهندسين في إحدى الشركات بالجبيل عن خطط استثمارية مستقبلية للشركة للتوسع من حيث تنويع المنتج لكي لا يتم الاعتماد على منتج واحد والاستثمار في المنتجات التحويلية من مادة البولي بروبلين، مبينا أن هذه المشاريع مخطط لها منذ مدة وسترى النور في الوقت المناسب.

وقال رئيس شركة التطوير بالجبيل المهندس ماجد عبدالله أن التوجه لهذا النوع من الصناعات سيساهم بشكل كبير في تنويع مصادر الدخل القومي إلى جانب أن هذه الصناعات توفر فرصاً وظيفية أضعاف ما توفره الصناعات البتروكيماوية الأساسية ومن هذا المنطلق تركز بعض الشركات حاليا على إنتاج الأمينات وهي صناعة وسيطة.

وبالنظر إلى واقع صناعة الأمينات في العالم نجد أن هناك أكثر من 3000 منتج من هذه المادة وستساهم هذه المشروعات في نشوء صناعات محلية تعتمد على منتجات الأمينات وذات عوائد مجزية برؤوس أموال متوسطة إلى صغيرة الحجم.

وقال ماجد إن واقع الصناعات في المملكة يعتمد اعتماداً كلياً على الصناعات البتروكيماوية الأساسية وبذلك نجد أن حلقة التصنيع البتروكيماوي لم تكتمل بعد حيث إن دولاً أخرى تنتج مواد بتروكيماوية أساسية أقل مما تنتجه المملكة ونجد إجمالي دخل صناعاتها البتروكيماوية يصل إلى أكثر من أربعين ضعفاً وذلك لاكتمال حلقة التصنيع لديهم من الأساسية مروراً بالوسيطة وحتى النهائية.