تسارعت التحركات السياسية والشعبية في اليمن لمنع انزلاق البلاد إلى المجهول، إذ أعلن أمس في صنعاء عن مبادرة تقدم بها قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الشيخ محمد علي أبو لحوم تدعو لرحيل الرئيس علي عبدالله صالح في مدة أقصاها الربع الأول من العام المقبل، في وقت سقط فيه خمسة قتلى وأكثر من سبعين جريحاً في كل من صنعاء وعدن وتعز.

مبادرة أبو لحوم تتكون من سبع نقاط تتضمن مطالب السلطة والمعارضة معاً، وتبرز أهم نقاطها السبع على رحيل آمن لصالح من السلطة في فترة لا تتجاوز الربع الأول من العام المقبل، تترافق وإعداد دستور جديد للبلاد في مدة لا تتجاوز الأربعين يوماً وتغيير بعض المسؤولين من أقاربه، وأن يجري التوقيع على هذه المبادرة بين السلطة والمعارضة تحت إشراف محلي وإقليمي ودولي وأن تترأس شخصية وطنية يتفق عليها حكومة وحدة وطنية تعمل على الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في فترة لا تتجاوز العام.

ولم تتضح مواقف طرفي الأزمة من المبادرة، وقالت مصادر في السلطة والمعارضة إن كل طرف يدرس أفكار المبادرة، إلا أن المعارضة استبقت رأيها بالقول إن المطلب الوحيد اليوم ليس للمعارضة فقط بل للشعب كله هو رحيل صالح في أقرب وقت ممكن.

وفي محافظة حضرموت (شرق) شكل المحافظ الجديد خالد سعيد الديني لجنة للتحقيق في حادث مقتل الطالب رامي سالم بارميل في مظاهرات أول من أمس، وأوضحت مصادر محلية بالمحافظة أن المحافظ وجه بإقالة وتوقيف مدير أمن منطقة فوة العقيد محمد أحمد الحرملي وتشكيل لجنة من أولياء الدم وأئمة المساجد بالمديرية للمتابعة والإشراف على سير التحقيقات حتى تكون هناك شفافية ومصداقية.

وكانت المصادمات قد تصاعدت مساء أول من أمس بين رجال الأمن والمتظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي بحي شعب البادية. وفي أبين (جنوب) لقي جندي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون برصاص بمكمن نصبه مسلحون يشتبه بانتمائهم للقاعدة عندما هوجمت دوريتهم في منطقة الجول بمحافظة أبين.

من جانب آخر منح رئيس اتحاد علماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي المعتصمين في ساحة التحرير في العاصمة صنعاء وبقية ساحات التحرير في اليمن تأييده.