يجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني اليوم في باريس للسعي إلى تقريب مواقفهم بشأن ليبيا، وخصوصا بصدد إقامة منطقة حظر جوي، التي شهدت انقساما أوروبيا حولها.
وسيشارك في الاجتماع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي باستثناء الصين، إضافة إلى إيطاليا وألمانيا وكندا واليابان. ويتوقع أن تكون ليبيا الموضوع الرئيس في هذا الاجتماع الوزاري الذي يستمر يومين وسيحضر للقمة السنوية لرؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني في دوفيل (غرب فرنسا) في مايو المقبل، علما بأن فرنسا تتولى هذه السنة رئاسة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين.
ويأتي الاجتماع في أعقاب طلب وزراء خارجية دول الجامعة العربية في قراراعتمدوه في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة أول من أمس، من مجلس الأمن الدولي "تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فوريا".
وفيما رحب العالم وفي مقدمته واشنطن بالقرار العربي، تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم جولة تسعى خلالها لإيجاد سبل لمساعدة المعارضة الليبية على إسقاط ثالث زعيم عربي، والحفاظ على زخم الثورات المطالبة بالديموقراطية. وتبدأ كلينتون جولتها بباريس حيث تشارك في اجتماع مجموعة الثماني، وتجري لقاءات مباشرة مع المعارضة الليبية قبل التوجه إلى تونس ومصر.
وفي السياق نفسه، وضع الجنرال الأميركي المتقاعد بيت بيتروفسكي السيناريو المحتمل لفرض منطقة حظر جوي في الأجواء الليبية، موضحا أن العملية لن تكون بالغة التعقيد على نحو ما يصور معارضو القيام بها في واشنطن.
وقال بيتروفسكي في تصريحات أدلى بها أول من أمس في واشنطن إن الخطوة الأولى ستكون قصف مواقع الدفاع الجوي في ليبيا، وأن طائرات أواكس حددت بدقة مواقع محطات الرادار الليبية التي تدخل في منظومة هذا الدفاع الجوي.
وأضاف أن تدمير الرادارات يمكن أن يحدث خلال ساعات، "ويمكن استخدام صواريخ هارمز المخصصة لالتقاط أشعة أجهزة الرادار الليبية والسير بمحاذاتها حتى الوصول إلى المحطة الأرضية لتفجيرها. ولا يمكن بعد ذلك أن تواجه الطائرات الليبية طائرات حلف ناتو". وقال الجنرال إن الطائرات المروحية الليبية ستكون هدفا أصعب قليلا إلا أن بوسع القطع البحرية البريطانية والفرنسية في البحر المتوسط أن تستخدم مروحياتها بالإضافة إلى الصواريخ المخصصة لإسقاط تلك المرحيات، وقصف القواعد التي تحلق منها.
وأوضح أن حلف شمال الأطلسي سيحتاج إلى 8 مقاتلات فقط تحلق في الجو في أي فترة من فترات النهار لإسقاط الطائرات الليبية التي تحاول خرق الحظر الجوي. وأضاف "لدينا القدرة على ذلك دون صعوبة كبيرة خاصة أن التورنادو البريطانية والميراج الفرنسية ستضاف إلى طائرات إف-15 وإف- 16 التي توجد الآن فوق حاملاتنا في المتوسط".
غير أن الكفة في واشنطن ترجح اتجاه التراجع عن فرض حظر جوي فوق ليبيا بعد التحفظات التي عبر عنها وزير الدفاع روبرت جيتس قبل أيام. فضلا عن ذلك فإن حلف شمال الأطلسي يبدو مترددا في اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.
ويقول بيتروفسكي إنه ما لم يحدث تجاوز واضح يستفز الرأي العام الدولي فإن الأمور تتجه إلى اتباع وسائل أخرى لدعم معارضي القذافي.