قال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل "إن من أعظم الفتن هي الخروج على السلطان، ويجب ألا نقيس حالنا على حال غير المسلمين أو الدول الإسلامية التي ابتليت بالقوانين الوضعية، هذا قياس مع الفارق يؤدي لا قدر الله إلى الإخلال بالثوابت ومصالح الأمة العظمى ويوقع في المفاسد الكبرى". وأشار العقيل، خلال معرض محاضرته بعنوان "موقف المسلم من الفتن"، في قاعة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء، الاثنين الماضي، إلى أن الفتنة في الدنيا تجر إلى الفتنة في الدين بنزف مقدرات الأمة الإسلامية، والفتنة في الدين تفسد الدنيا كذلك، مؤكداً أن من الفتن العظيمة إسقاط المرجعية، وهو عدم المبالاة بمن لهم حق الرجوع إليهم، من أولي الأمر في الدولة، والسلطان، ويجب طاعتهم بالمعروف من غير معصية الله، فإذا أسقطت هذه الطاعة تهيأ المجتمع للفتنة، وتربت أجياله على الفتنة.

وحذر الدكتور العقل ممن يديرون الفتنة من الخارج، وشدد على قضية البيعة التي هي ثابت من ثوابت الدين وأمر شرعي وقطعي ومتواتر، والبيعة تعني بيعة الوالي الحاكم براً كان أو فاجراً، فإذا استتب الملك لحاكم فلابد أن يبايع على كتاب الله وسنة رسوله، ويبقى العهد له والطاعة له بالمعروف والنصح له وجمع الشمل حوله براً كان أو فاجراً، ولا بد من الصبر عليه إذا وجد منه مظالم.

وأشار إلى عدد من الفتن الكبرى مثل الافتراق في الدين والخروج عن الجماعة، والخروج في المظاهرات والاعتصامات، وأنها محرمة شرعًا في بلادنا لما لها من مفاسد كبيرة تجر إلى الهرج والمرج وهتك الحرمات، وأن البديل لذلك هو النصح لكل المسلمين وأولهم ولاة الأمر.