يشهد ـ الآن ـ مستشفى الملك فهد بجازان على يد المشرف العام الجديد الدكتور حسن الشعبي حراكاً فنياً وإدارياً واسعاً، بُغية التقدم خطوة أخرى إلى الأمام، بعد المرحلة التي قادها المشرف العام السابق الدكتور يحي صولان، إذ بذل كل ما كان بوسعه بذله (وهذا موثق بالصوت والصورة في فيلم وثائقي سيصدر قريباً) فحَقٌّ علينا أن نقدم له الشكر لما تم إنجازه خلال فترة إدارته، على الرغم مما كان يحدث بين هذه الزاوية وبين المستشفى من اختلافٍ في الرأي حيناً، وتوافقٍ حيناً آخر، وما كان ليحدث لولا أن الهدف هو: خدمة المريض طالما أنه دخل هذا المستشفى.

نحن نعلم أن المستشفى يستقبل مرضى ومراجعين وأطباء وفنيين وممرضين من ثقافات متباينة إلى حد كبير، الأمر الذي يؤثر في نوع ومستوى الخدمة وفق أسلوب التعامل بين المريض والفريق الطبي المعالج على قدر فهم كل واحدٍ منهم للغة وثقافة الآخر، ومنها على سبيل المثال ثقافة الحوار التمريضي بين ممرضة قدِمَت من أقصى جزر الفلبين، ومريضة جاءت من أعلى قمم جبال السروات، عوضاً عن أن المستشفى يخدم منطقةً يزيد عدد سكانها عن مليون ومئتي ألف نسمة، في الوقت الذي لا تتوفر فيه مستشفيات أهلية متقدمة، ولا مستشفيات حكومية متخصصة، فكان لزاماً عليه تحمل الأعباء وحده، ناهيكم عن عدم توفر مستشفى للولادة والأطفال، الأمر الذي جعل من قسم الولادة بالمستشفى مستشفىً داخل مستشفى، فضلاً عن الحاجةِ المُلِحة لكافة الأقسام لجلب كوادر أجنبية متميزة (وفق برنامج التشغيل الذاتي) إلى جانب الأطباءَ السعوديين العاملين به، وببرنامج (العلاج بأجر) وقد أثبتوا تفوقهم، على الرغم مما تعرض له المستشفى من حالاتِ إهمالٍ وأخطاءٍ طبية عصفت به عصفاً، وكنا نتناولها في حينها بالنقد الشديد.. وهاهو ـ اليوم ـ المشرف العام الجديد ما فتئ يسعى للتصحيح بغرض تحقيق قدرٍ من العمل الجاد لتقديم خدمة أفضل للمريض.. نسأل الله له العون في إدارة هذا المستشفى المعتق بتعاون منسوبيه ومسؤولي صحة جازان، وعلى رأسهم المدير العام الدكتور حمد الأكشم، لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، عبر مسؤوليات معالي وزير الصحة الأخ الصديق الدكتور عبدالله الربيعة، الذي ما زلت أصر على زيارته جازان.

قلتُ:

الإدارة كالمريض، ينبغي العناية به حتى يطيب.