تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أقل من 114 دولارا اليوم (الجمعة 2011-03-11) بعد زلزال عنيف هز اليابان وأحدث أمواج مد ارتفاعها 10 أمتار وأغلق عشرات المصانع في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وتتجه أنظار المستثمرين في سوق النفط أيضا إلى احتجاجات مزمعة اليوم في السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وإلى أحداث العنف في ليبيا التي عطلت الصادرات النفطية للبلاد.

وانخفض مزيج برنت خام القياس الأوروبي 1.71  دولار إلى 113.77 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0903 بتوقيت جرينتش. وقد تراجع عن أعلى مستوى في عامين ونصف البالغ 119.79 دولارا للبرميل والذي سجله في 24 فبراير.

وتراجعت عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم 83 سنتا إلى 101.87 دولار.

وضرب اليابان زلزال قوته 8.8 درجات هو الأعنف منذ بدء المراقبة في أواخر القرن التاسع عشر.

وقال كوميرتس بنك "هذه الكارثة الطبيعية قد تؤدي إلى زيادة حادة أخرى في العزوف عن المخاطرة في الأسواق وإلى استمرار تصحيح الأمس في أسواق السلع الأولية."

وعلى ذات الصعيد "أغلقت مصانع السيارات والأجهزة الالكترونية ومصافي النفط أبوابها في أنحاء كثيرة من اليابان" اليوم (الجمعة 2011-03-11) بعد أن هز زلزال قوي البلاد وأثار موجات مد عاتية (تسونامي) ليسد الطرق ويقطع الطاقة الكهربية عن ملايين المنازل والشركات.

وأغلق العديد من المطارات ومن بينها مطار ناريتا في طوكيو وتوقفت خدمات السكك الحديدية. وكافة موانئ البلاد مغلقة.

وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن شركة سوني العملاقة للأجهزة الالكترونية أحد أكبر المصدرين في البلاد أغلقت 6 مصانع فيما توجهت طائرات عسكرية صوب أكثر المناطق تضررا على الساحل الشمالي الشرقي لتقييم حجم الخسائر التي خلفها الزلزال الذي بلغت قوته  8.9 درجات وهو الأعنف في تاريخ اليابان منذ 140 عاما.

وقال بنك اليابان (البنك المركزي) الذي يواجه صعوبات لتعزيز الاقتصاد المحاط بالمشكلات إنه سيبذل ما في وسعه لضمان استقرار أسواق المال مع انخفاض الين والأسهم اليابانية.

وأفاد ياسو ياماموتو كبير الاقتصاديين لدى معهد ميزوهو للأبحاث "هناك مصانع للسيارات وأشباه الموصلات في شمال اليابان لذا سيكون هناك بعض التأثيرات الاقتصادية بسبب الأضرار التي لحقت بهذه المصانع."

وذكرت شركة تويوتا للسيارات إنها أوقفت الإنتاج في مصنع لأجزاء السيارات ومصنعين للتجميع في المنطقة وقالت وسائل إعلام إن نيسان ثاني أكبر شركة سيارات في البلاد علقت العمل في 4 مصانع.

وانخفض الين 0.3 % أمام الدولار قبل أن يعوض خسائره فيما تراجعت العقود الآجلة على مؤشر نيكي نحو 5 % في وقت ما خلال اليوم.

وقالت شركة هوكوريكو اليكرتيك اليوم إن جميع المفاعلات الثلاثة في محطة اوناجاوا للطاقة النووية التابعة لها أغلفت بطريق آلية بعد الزلزال لكن لم ترد أنباء عن وقوع تسرب نووي.

وذكرت وكالة جيجي للأنباء أن شركة توليد الطاقة الكهربية (جيه. باور) أوقفت عملياتها في محطة الطاقة الكهربية الحرارية في مقاطعة يوكوهاما.

وأوضح التلفزيون الياباني أن حريقا كبيرا اندلع في مصفاة تشيبا التابعة لشركة كوزمو للنفط في شرق طوكيو. وذكرت وكالة جيجي أن شركة نيبون أويل أكبر شركة تكرير في اليابان أوقفت عملياتها في ثلاث مصافي.

وذكر سمسار شحن "أنها فوضى كبيرة. كل عمليات التفريغ توقفت في المنطقة."

وقال سمسار آخر في طوكيو إن لقطات تلفزيونية أظهرت سفينة كبيرة واحدة على الأقل تحمل 80 ألف طن من الفحم وخام الحديد والحبوب متوقفة في شمال اليابان بسبب التسونامي.

وأضاف "معظم أو كل مخزونات الفحم ستدمر في الكثير من محطات الطاقة الكهربية التي تعمل بالفحم.

"ستغلق جميع الموانئ على الأقل لفترة قصيرة حتى يمكن تقييم حجم الخسائر."

ويتوقع السماسرة ارتفاع أسعار الشحن في الأجل القصير مع سعي محطات الكهرباء اليابانية إلى إعادة مخزوناتها من الفحم وشركات الصلب إلى استيراد المزيد من خام الحديد في إطار عملية إعادة الإعمار.