قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 35 آخرون بجروح في مدينة راس لانوف النفطية شرق ليبيا أمس، حيث تراجع الثوار نتيجة القصف المركز ورصاص قناصة القوات الموالية للنظام الليبي. وذكر مصدر من المعارضة المسلحة أن قوات موالية للقذافي تطلق صواريخ من ناقلات نفط على مواقع للمعارضة في ميناء راس لانوف النفطي، حسب ما أعلن شاهد العيان سالم مغربي في اتصال هاتفي قائلا "أراها بعيني. ناقلات النفط تقصف البلدة". وأضاف "الطائرات تقصف أيضا ويجري إطلاق صواريخ من البر"، مشيرا إلى أنه يتحدث من منطقة سكنية من الميناء قرب مبنى تابع لشركة بترول. وتابع "رأيت عددا من القتلى في الشارع".

وانسحبت مجموعات من الثوار الليبيين باتجاه الشرق من راس لانوف التي كانوا يسيطرون علها منذ الجمعة الماضي، على متن سيارات اكتظت بهم، وذلك بعد ساعات من قصف صاروخي مركز استهدف أولا غرب المدينة ثم وسطها وشرقها، غير أن مجموعات أخرى من الثوار يبدو أنها لم تنسحب، رغم أن مقاتلين من الثوار المنسحبين تحدثوا عن فقدانهم السيطرة على المدينة.

وقال أحد الثوار "فقدنا السيطرة على المدينة، إنهم يقصفون بالصواريخ". أما في وسط المدينة، حيث سقطت أربعة صواريخ على الأقل قرب مستشفى ومسجد، فسألت مراسلة أحد الثوار عما إذا كان ينوي الانسحاب، فقال "هل تظنين أنه يمكنني أن أواجه صواريخ الغراد بواسطة هذا السلاح؟"، وأشار إلى أن الخيار الوحيد هو الكر والفر. وأعلن التلفزيون الليبي أنه "تم تطهير ميناء ومطار السدرة غرب راس لانوف من العناصر المسلحة".

وأقر أحد الثوار، عرف عن نفسه باسم أسامة "لقد هزمنا. إنهم يقصفون بالقذائف ونحن نفر. هذا معناه أنهم يستعيدون راس لانوف". وفي إحدى العربات جلس مقاتل شاب يدعى محمود إبراهيم يبكي وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالمساعدة. وقال "أين أوباما؟ أين كاميرون؟ قولوا لأوباما أن يساعدنا". وصرخ مقاتل آخر لمجموعة تتحدى القصف المركز مسلحة ببضعة رشاشات فقط "أين تذهبون؟ ستموتون دون جدوى". أما جابر، وهو سائق سيارة إسعاف توقف على جانب الطريق فقال إنه من المستحيل أن يعود لإجلاء الجرحى "لقد منعت قوات القذافي سيارات الإسعاف من التوجه إلى راس لانوف. هناك جرحى ولا يمكننا مساعدتهم".

وفي حي سكني في المدنية، سقطت أربعة صواريخ كاتيوشا على الأقل بالقرب من مستشفى ومسجد كان الثوار أنهوا للتو صلاتهم فيه. وهرب أطباء مذعورين من المستشفى على متن سيارات الإسعاف آخذين المرضى معهم. وبقي الطبيب محمود زوبي وحده في المستشفى بالقرب من نقالة عليها جثة مضرجة بالدماء.

وقال أحد الثوار "إنهم يقتربون كثيرا. بعضنا لا يزال هناك لكن الكثيرين يرحلون". واعتبر آخر "تعرفون من المذنب؟ إنها وسائل الإعلام فهي تكشف لهم عن مواقعنا". وراح يصرخ عبر مكبر للصوت "ارجوكم ارجوكم، توقفوا عن كشف أسرارنا العسكرية للصحفيين. إنتم تعرضون حياتنا للخطر. ليتوجه كل من لديه صاروخ "ار بي جي" إلى الجبهة".

وفي الإطار نفسه قال معارضون ليبيون إن طائرتين حربيتين قصفتا بلدة البريقة. ولم تكن البريقة هدفا للقصف لعدة أيام. وهي تقع على بعد نحو 90 كيلومترا شرق راس لانوف. وقال محمد عثمان الذي يقاتل في صفوف المعارضة المسلحة في اتصال هاتفي "شنت ضربة جوية على البريقة بطائرتين وقذيفتين".