أطلت ظاهرة السوق السوداء في التذاكر الخاصة بمباراة النصر والهلال أمس، برأسها مجددا خارج أسوار إستاد الملك فهد الدولي الذي شهد المواجهة.

"الوطن" تواجدت منذ وقت مبكر لرصد الأحـداث من قلب الحدث، حيث انتـشر رجـال الأمن الصناعي الخاص بملعب المباراة داخل وخارج أسواره وبذلوا جهوداً كبيرة في ملاحقة الباعة المتجولين ونجحوا في القبض على عدد منهم، بينما نجح البعض الآخر في التواري عن الأنظار, بل إن عددا منهم اضطر للتواجد في مسافة بعيدة عن الاستاد وتحديداً عند إشارات المرور التي يمر بها الجمهور باتجاه الملعب لبيع التذاكر التي بحوزتهم.

ووصل سعر التذكرة إلى 60 ريالاً مع أن سعرها في منافذ البيع لا يتجاوز 20 ريالا وذلك بعد أن نشر باعة السوق السوداء معلومات وسط المشجعين عن نفاد التذاكر بشكل كامل وهو ما أرغم معظمهم على شراء التذاكر بهذه الأسعار العالية خوفاً من عدم حصولهم على مقعد في المدرجات لمتابعة المباراة، خاصة أن الكثيرين قطعوا مسافات كبيرة، فبعضهم أتى لحضور المباراة من خارج العاصمة الرياض.

"الوطن" توجهت لأحد باعة التذاكر في السوق السوداء المتجولين (من جنسية غير عربية) للحـديث معه حـول طريقة البيع والأسعار، إلا أنه رفض في بادئ الأمر وانطلق مسـرعاً خوفاً من الإمسـاك بـه، لكنه رضخ للـحديث بعـد اللحاق به أكثر من مرة، وـقال البائع الذي رفض ذكر اسمه وكان بحوزته أكثر من 20 تذكرة، إنه تحصل على هذه التذاكر بطريقـة مشروعة قبل المباراة بيـوم، رافضاً تحديد نقطة البيع التي باعت له هذه الكمية الكبيرة من التـذاكر, مشيراً إلى أنه بات متخصصا في شراء وبيع التذاكر وأنه يعتمد على ذلك كثيراً في تسيير أموره.

وقال "ننتظر بفارغ الصبر، المباريات الكبيرة والجماهيرية التي يكون فيها الكسب المادي مجزياً لنا، ونتواجد منذ وقت مبكر في الملعب الذي تقام عليه المباراة وتحديداً قبل صلاة العصر ونقوم ببيع ما نشتريه من تذاكر بأسعار مربحة بالنسبة لنا، ففي بعض الأحيان نبيع التذاكر بأكثر من الضعف، وقبل مباراة أمس بعنا تذاكر بسعر بدأ من 50 ريالاً ووصل إلى 80 ريالاً، وكلما اقترب موعد المباراة ازداد سعر التذكرة، حيث يضطر بعض المشجعين للشراء بهذه الأسعار تفادياً للزحام والوصول بأسرع وقت للمدرجات قبل بداية المباراة".

وعن العوائق التي تواجه تجارتهم، قال "نصطدم كـثيراً برجال الأمن الصناعي ودائـماً ما نلعب معهم لعبة (القـط والفـأر)، فنختفي عندما يلاحقوننا ونظهر عندما يختفون وهكذا حتى نبيع كل ما لدينا، وللحقيقة فإن رجال الأمن الصناعي باتوا أكـثر تشـدداً معنا مقارنة بالسنوات السابقــة، حيث كانوا يتساهلون معنا في السابق، بل يصل الأمر إلى حد بيعنا للتذاكر أمامهم دون أن يعترضوا طريقنا، لكن في مباراة أمس والتي سبقتها اختلف الأمر كثيراً".

يذكر أن بيع التـذاكر في السوق السوداء بات ظاهرة تنتشـر في كل أنحاء المعمورة وتحديداً في البطولات العالمية الكبـيرة، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفـا) نجح في قمعها في مونديالي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، بوضعه نظاماً صارماً للحد من هذه السوق وضررها الاقتصادي على الدول، بحيث يتم بيع التذاكر إلكترونياً باسم المشجع الراغب في الحضور للمباريات منعاً للتزوير والسوق السوداء، على أن تمر التذكرة عبر جهاز خاص عند مداخل المدرجات في الملاعب.