باتت المراكز التجارية بمثابة نقاط للترفيه والتواصل، لأسر المدينة، وحتى المقيمين فيها، وتشهد تلك الأسواق حراكا لافتا في نهاية كل أسبوع ومع نهاية كل شهر، حيث رصدت "الوطن" عبر جولتها تواجد الكثير من العائلات حول موائد دائرية، وهمها الوحيد هو الترفيه عن نفسها، وكسر حاجز الملل الذي يصيب الموظف خلال أداء عمله.
تجتمع أسر عدد من المواطنين، وكذلك المقيمين خلال التسوق وذلك لتناول وجبة عشاء، ويبدأ ذلك التجمع من بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى منتصف الليل، وعادة ما تزيد حركة تواجد الأسر بالأسواق نهاية الشهر، فيما يفضل بعض الأزواج تناول العشاء برفقة زوجته، بمطعم خاص، ليكون ذلك فرصة للحوار وتجديد الحياة الزوجية.
وتحرص الأسر المقيمة على التواجد نهاية الأسبوع، ولم يخل المشهد من حضور أسر من محافظات تابعة لمنطقة المدينة المنورة.
وبحسب رصد "الوطن" في ثلاثة مراكز تجارية بالمدينة التي توجد بها مطاعم ومراكز تسوق لوحظ أن معظم النساء يفضلن التجمع حول طاولات خاصة بهن، فيما يجتمع الرجال على طاولة مجاورة، وحتى الأطفال يكون لهم مكان مخصص، حيث توفر بعض المراكز مساحات خاصة للأطفال تضم ألعابا متنوعة الأشكال والأحجام.
تقول أم رياض وهي مقيمة عربية بالمدينة منذ 10 سنوات إن زوجها يعمل مهندسا، وإنهم اعتادوا كل خميس على الاجتماع مع معارفهم في أحد المجمعات للتسوق وتناول العشاء، بحيث تكون تكلفة العشاء كل خميس على أسرة معينة. وبينت أم رياض أن التجمع المستمر يضفي نوعا من المحبة على الأسر المتجمعة، ويزيد من ترابطها وصداقتها المستمرة.
وقالت أم ريم وهي طبيبة مقيمة إن يوم الخميس إجازتها من العمل، وهي تحرص على أن تذهب لأحد التجمعات التجارية، حيث تقابل صديقاتها اللائي يحضرن من بعض محافظات المدينة كالعلا والحناكية للتسوق"، مشيرة إلى أنها تواظب على هذه العادة الأسبوعية منذ خمس سنوات.
وأشارت إلى أن تجمعهم أسبوعيا يخفف من عناء العمل المستمر، خاصة أن عملهم يتطلب السهر، وهي تحتاج إلى تلك الإجازة لتجدد النشاط للعودة للعمل بروح جديدة، كما أن الأطفال لهم نصيب من اللعب، وليس تناول العشاء مهما بقدر اجتماعهن.
ويفضل عبدالله السناني تناول العشاء مع زوجته في مطعم خاص، وبدون أطفالهما منذ سنوات. رغم أن لديه أربعة أبناء، يقول "أخصص مبلغا معينا كل نهاية شهر لتناول العشاء بمطعم خاص مع زوجتي بدون وجود الأطفال، وقد استمررت على ذلك منذ 12 عاما مضت".
وقال السناني "ومع العشاء نناقش أمور حياتنا اليومية، والمشاكل التي تعترض طريقنا، ونضع لها الحلول فرصة، هذا اللقاء فدصة لتجديد حياتنا الزوجية التي تتميز بالاستقرار".
وأضاف أن الأبناء لهم حق في تناول العشاء معهم، وهو حريص على أن يخصص لهم يوما للتنزه والعشاء.
واكتفت أم فيصل بقولها "زوجي بخيل وأجدها فرصة عند التسوق، حيث أطلب منه أن نتناول العشاء معا، وكثيرا ما يرفض ذلك، ويرى في ذلك إهدارا للمال، وإن وافق تحت الإلحاح فهو يبحث عن أرخص مطعم، ونرضى بذلك مجبرين".
واتفق كل من محمد رضوان، وسعيد صالح، وجمال حسين، وشاكر جلال على أن تواجدهم مع أسرهم نهاية الأسبوع بتلك المجمعات هو فرصة للترفية عن النفس، وأشاروا إلى أن تكلفة العشاء تحسب وتدفع بينهم بالتساوي.
ويقول محمد (محاسب بأحد المطاعم للوجبات السريعة) إن دخلهم الشهري يعتمد على أيام الأربعاء والخميس والجمعة، أما باقي الأيام، فالدخل ينخفض بشكل كبير جدا، مشيرا إلى أنهم يبيعون كميات كبيرة من الوجبات نهاية الأسبوع، فيما يشتد التنافس بين المطاعم للحصول على عملاء، وفى النهاية تبقى الجودة والطعم من يحدد ذلك.
إلى ذلك قال مدير التشغيل بمجمع الراشد ميغا مول فهد التميمي إنهم تعودوا مع نهاية كل أسبوع أن يشهد المجمع حركة كبيرة من الزوار أكثر من بقية الأيام" مشيرا إلى أنهم يشددون من رقابة الأمن في هذه الأيام لمنع دخول الشباب.
وبين أنهم يرصدون حركة كبيرة بالمطاعم الموجودة بالمجمع، وحتى المحلات تجد إقبالا في نهاية الأسبوع، وتزداد نهاية الشهر مع حصول الموظفين والموظفات على رواتبهم.